أخبار

اكتشاف اكياس بها رفات بشرية قبل انطلاق كاس العالم

سعيد محمد- مراسلين

في ظل اقتراب انطلاق كأس العالم بثلاثة بلدان، تبرز المكسيك في قلب العاصفة بسبب ملفها الأمني المعقد، إذ لم يتبقَّ سوى أقل من مئتي يوم على الحدث العالمي المرتقب بينما تتزايد المخاوف بعد اكتشاف مئات الأكياس التي تحتوي على بقايا بشرية قرب ملعب أكرون في غوادالاخارا، أحد الملاعب الثلاثة التي ستستضيف مباريات كأس العالم 2026.

ويأتي هذا الاكتشاف في سياق حالة خطيرة وممتدة من العنف والجريمة المنظمة التي تعيشها البلاد منذ سنوات، حيث تُعد ولاية خاليسكو إحدى أكثر المناطق تضررًا بفعل نشاط العصابات.

ورغم أن المكسيك تستعد لاستضافة البطولة للمرة الثالثة في تاريخها إلى جانب الولايات المتحدة وكندا، فإن العثور على رفات بشرية على هذا القرب من منشأة رياضية عالمية يثير تساؤلات عميقة حول قدرة السلطات على ضمان أمن آلاف المشجعين المتوقع وصولهم الصيف المقبل، ويعزز الشكوك حول مدى سيطرة الدولة على المناطق المحيطة بالملاعب.

وتشكل مأساة المفقودين في المكسيك جزءًا أساسيًا من هذا المشهد المعقد، إذ تُقدَّر أعداد المفقودين بالآلاف نتيجة عنف العصابات وصراعاتها، ما دفع مجموعات من الأهالي والمتطوعين إلى تأسيس فرق بحث مستقلة، من أبرزها مجموعة “مُستكشفو خاليسكو” التي ظهرت في يناير 2024 بقيادة إنديرا نافارو لوغو، الساعية للعثور على شقيقها المختفي منذ عام 2015.

تضم المجموعة أكثر من مئة عائلة وعددًا كبيرًا من المتطوعين الشباب، وتضع معظم جهودها في المناطق الحضرية لغوادالاخارا، حيث تكثر البلاغات عن المفقودين.

وكشف أحد أعضاء المجموعة، إلى جانب أعضاء من مجموعة “غيريروس بوسكادوريس دي خاليسكو”، أنه منذ عام 2022 تم العثور على ما لا يقل عن 456 كيسًا تحتوي على رفات بشرية في محيط ملعب أكرون، وأن آخر الاكتشافات ظهر في سبتمبر الماضي أثناء أعمال بناء لمجمع سكني جديد، مما أعاد إحياء آ hopes families التي تتشبث بأي فرصة لمعرفة مصير أحبائها.

وعبّر أحد المتطوعين بمرارة عن صدمة المجتمع المحلي بقوله إن إقامة كأس العالم في مكان شهد هذا الكم الهائل من الجرائم ليس مجرد مصدر قلق بل جرح مفتوح يرمز إلى واقع قاسٍ تعيشه المنطقة يوميًا.

وبينما تستعد ملاعب أزتيكا في مكسيكو سيتي، وأكرون في غوادالاخارا، وبي بي في إيه في مونتيري لاستضافة 13 مباراة خلال دور المجموعات ومراحل الإقصاء، تتجه الأنظار إلى قدرة المكسيك على توفير بيئة آمنة للحدث وسط هذا السياق الثقيل من العنف.

هكذا تتحول الاستعدادات للبطولة من احتفال رياضي عالمي إلى سؤال كبير حول الأمن وحقوق الضحايا وإرث طويل من الجريمة المنظمة الذي لا تزال البلاد تكافح للخلاص منه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews