أخبارسياسة

وثيقة أميركية جديدة: قدرات إيران النووية تراجعت بشدة بعد هجوم السابع من أكتوبر

علي زم – مراسلين

طهران- قالت الولايات المتحدة في وثيقة جديدة تحدد استراتيجيتها الأمنية إنّ الحكومة الإيرانية تضررت بشدة بعد أحداث السابع من أكتوبر، وإنّ قدراتها النووية تراجعت بشكل ملحوظ.

ونشرت الحكومة الأميركية يوم الخميس 4 ديسمبر وثيقة «استراتيجية الأمن القومي لترامپ» في 33 صفحة، توضح فيها بصورة أوسع رؤيتها وسياستها الخارجية.

وعادةً يعلن كل رئيس أميركي مرة واحدة خلال ولايته التي تمتد أربع سنوات مثل هذه الوثيقة لشرح استراتيجيته.

وذكرت الوثيقة أن الحكومة الإيرانية «تعرّضت لإضعاف شديد» نتيجة الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل عقب هجوم السابع من أكتوبر الذي نفذته حركة حماس على أراضيها.

كما جاء في الوثيقة أن البرنامج النووي الإيراني «تراجع بشكل كبير» بسبب الهجوم الأميركي على ثلاثة منشآت نووية في أصفهان ونطنز.

وأدت الحرب الإسرائيلية التي استمرت 12 يوماً، وبدأت بهجوم مفاجئ يوم 13 يونيو هذا العام، إلى مقتل مئات من عناصر الحرس الثوري، بينهم قادة كبار، إضافة إلى الاغتيالات المحددة لنحو 15 عالماً نووياً، ومقتل عشرات المدنيين الآخرين.

وفي منتصف تلك الحرب، قصف الجيش الأميركي بأوامر مباشرة من دونالد ترامب، ثلاث منشآت نووية هي نطنز وفوردو ومركز معالجة اليورانيوم في أصفهان.

وقال ترامب بعد الهجوم إن هذه المنشآت «دُمرت بالكامل»، واعترف مسؤولون إيرانيون بأن حجم الأضرار فيها كان كبيراً جداً.

وخلف هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر 2023 تداعيات غير مباشرة على طهران. ومن بينها تلقي حزب الله اللبناني، المدعوم من إيران ضربات قاسية في حرب العام الماضي مع إسرائيل، وفقد عدداً كبيراً من عناصره وقادته، وعلى رأسهم أمينه العام حسن نصر الله، إضافة إلى تدمير أجزاء واسعة من بنيته التحتية ومعداته.

وتمثل وثيقة استراتيجية الأمن القومي في إدارة ترامب تحولاً من التركيز الأميركي خلال سنوات على الصين وآسيا إلى التركيز على نصف الكرة الغربي وأميركا اللاتينية، مع تأكيد أهمية ضبط الهجرة إلى الولايات المتحدة.

وبحسب موقع «بوليتيكو» الإخباري، تتحدث وثيقة ترامب عن الصين بلغة حادة، لكنها تتجنب إشعال التوتر بين البلدين. ووعد ترامب بـ«إعادة التوازن» في العلاقات الاقتصادية بين الصين والولايات المتحدة، وإعطاء الأولوية للعدالة كي «تستعيد أميركا استقلالها الاقتصادي».

وتشير الوثيقة إلى أن «وجودنا العسكري العالمي يجب أن يُعاد تقييمه وتحديده من جديد، ليتجه نحو التهديدات العاجلة داخل نصف كرتنا الأرضي، بعيداً عن مناطق تراجعت أهميتها النسبية للأمن القومي الأميركي خلال السنوات أو العقود الماضية».

وتتحدث الوثيقة عن «هيمنة أميركية على أميركا اللاتينية»، وهي منطقة حظيت باهتمام كبير من إدارة ترامب في الأشهر الماضية، من الضغط على قادة اليسار هناك مثل نيكولاس مادورو في فنزويلا، إلى السعي للسيطرة على موارد استراتيجية مثل قناة بنما.

وفي تأكيد لهذا التوجه، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو هذا الأسبوع إنه إذا أمكن إيجاد طريقة «لاستعادة الاستقرار في نصف الكرة، وإذا تمكنا من تحويل فنزويلا إلى بلد لا يشكل قاعدة لنفوذ إيران أو تحركاتها ضد الولايات المتحدة، وإذا أصبحت فنزويلا دولة لا تتاجر بالمخدرات ولا ترسل أفراد العصابات إلى بلادنا، فسيكون ذلك ممتازاً».

وقد ارتفع الوجود العسكري الأميركي في البحر الكاريبي وبالقرب من فنزويلا بشكل كبير خلال الأسابيع الأخيرة، ونفذت القوات الأميركية عدة هجمات على قوارب يُشتبه بأنها تُستخدم في تهريب المخدرات، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 80 شخصاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews