أنس الشيخ أحمد – مراسلين
تتواصل منذ ساعات مساء الجمعة عمليات الإنقاذ التي تنفّذها فرق الطوارئ والدفاع المدني السوري في محاولة للوصول إلى الطفلة شذى، البالغة من العمر ثلاث سنوات، والتي سقطت في بئر جاف داخل قرية صريع قرب سنجار بريف إدلب الشرقي، في حادثة مأساوية أعادت للأذهان سلسلة من الحالات الخطيرة التي شهدتها المنطقة في السنوات الماضية.
فقد سقطت الطفلة في البئر الجاف الذي يبلغ عمقه نحو 10 أمتار، قبل أن تسقط صخرة كبيرة معها، وتتسبب في إغلاق فوهة البئر فوقها، لتستقر على عمق يقارب 7 أمتار. هذا الانغلاق المفاجئ منع المنقذين من الوصول المباشر إليها، واضطرهم إلى اعتماد طريقة الحفر الجانبي بموازاة جدار البئر، لتجنب التسبب بانهيارات إضافية قد تشكل خطراً على حياة الطفلة.
وأكدت فرق الطوارئ أنها لا تزال قادرة على التواصل مع شذى، حيث يتم إيصال الأوكسجين إليها بشكل مستمر، إضافة إلى تزويدها بـالمياه والطعام، مما ساهم في بقاء وضعها الصحي مستقراً نسبياً حتى اللحظة.
وصلت عمليات الحفر الجانبي حتى الآن إلى عمق 3 أمتار، إلا أن الحفّارين اصطدموا بطبقة صخرية شديدة الصلابة، الأمر الذي أعاق تقدمهم ورفع من مستوى الخطورة، خاصة مع ضيق المساحة وقربها من موقع احتجاز الطفلة.
وتعمل فرق الدفاع المدني ووزارة الطوارئ وإدارة الكوارث بكامل طاقاتها، باستخدام معدات الحفر اليدوي والآلي، وبمشاركة متطوعين من أهالي المنطقة، وسط حالة ترقب وقلق كبيرين من قبل سكان القرية.
هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها في المناطق الشمالية، إذ سجّل الدفاع المدني عدة عمليات مشابهة نجح خلالها في إنقاذ أطفال علقوا داخل آبار ضيقة أو حفر عميقة، أبرزها:
حادثة طفل في ريف حلب الشمالي – 2022: تمكنت فرق الإنقاذ من إخراج طفل يبلغ من العمر أربع سنوات بعد بقائه نحو 9 ساعات داخل بئر ضيق بعمق 12 متراً، عبر عملية حفر جانبي مماثلة.
إنقاذ طفلة في ريف إدلب – 2023: سقطت طفلة في بئر ماء مهجور بعمق 8 أمتار، واستطاعت الفرق الوصول إليها بحبال خاصة، قبل أن تُسعف وهي تعاني من رضوض بسيطة.
إنقاذ طفلين في جبل الزاوية – 2024: علِق طفلان داخل حفرة انهيار أرضي خلال اللعب، وتمكن متطوعو الدفاع المدني من إنقاذهما بعد عملية استمرت ثلاث ساعات.
وتُبرز هذه الحوادث المتكررة حجم المخاطر التي تشكلها الآبار المكشوفة وغير المجهزة في المناطق الزراعية، ما يدفع المدنيين للمطالبة باتخاذ إجراءات أكثر صرامة لإغلاقها أو تأمينها.
ورغم الصعوبات الكبيرة، تؤكد فرق الإنقاذ أنها مستمرة في العمل دون توقف، مع تأكيدها أن الحفاظ على حياة الطفلة شذى هو الأولوية القصوى، وسط دعوات من الأهالي بإنقاذها وعودتها سالمة إلى ذويها في أقرب وقت.
