عربي و دولي

جنبلاط: سقوط بشار الأسد “انتصار للشعبين” ودخول العصر الإسرائيلي لا يعني الاستسلام

ريتا الأبيض -مراسلين

اعتبر وليد جنبلاط أنّ سقوط الرئيس السوري بشار الأسد بعد أكثر من خمسة عقود من سيطرة عائلة الأسد على الحكم يمثّل محطة مفصلية في تاريخ المنطقة، ووصف ما حدث بأنه “انتصار كبير” للشعبين السوري واللبناني على حدّ سواء. وأشار إلى أنّ النهاية التي وصل إليها النظام السوري تُعدّ، برأيه، “عدالة إلهية” تصيب كل منظومة حكم اعتمدت القمع والاعتقال والتصفية كوسيلة للبقاء.

في حديثه ضمن برنامج “صار الوقت”، قال جنبلاط إن هذا التطور يعيد فتح ملفات طالما دفعتها الظروف السياسية إلى الخلف، معتبرًا أنّ سقوط النظام السوري يشكّل أيضًا “استعادة للحق” له ولعدد من الشخصيات السياسية اللبنانية وعلى رأسهم الرئيس سعد الحريري، بالإضافة إلى شهداء قوى 14 آذار الذين دفعوا أثمانًا باهظة خلال سنوات المواجهة مع النظام السوري.

كما توقّف جنبلاط عند المشاهد التي ظهرت من مواقع الدفن الجماعي في سوريا، قائلاً إنّ المقابر التي تضم الآلاف تؤكّد حجم المأساة الإنسانية التي تعرّض لها السوريون، لافتًا إلى أنّ آثار تلك الحقبة لن تزول بسهولة، وأن مصير آلاف المفقودين لا يزال مفتوحًا على أسئلة مؤلمة.

وفي الملف اللبناني، طرح جنبلاط تساؤلات حول “الأوراق الفعلية” التي يملكها لبنان في هذه اللحظة، معتبرًا أنّ الخيارات محدودة جدًا في ظل الانقسام الداخلي والتوترات الإقليمية. وأشار إلى أنّ الهدنة في الجنوب ودور الجيش اللبناني يشكّلان الركيزتين الأساسيتين المتاحتين للبنان اليوم، داعيًا إلى تعزيز المؤسسة العسكرية بزيادة 10 آلاف جندي إضافي، بهدف دعم انتشارها وقدرتها العملانية، خصوصًا في المناطق الحدودية.

لامس جنبلاط طبيعة الدور اللبناني ضمن محاور المنطقة، موجّهًا رسالة مباشرة إلى نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، مؤكّدًا أنه لا يريد للبنان أن يتحوّل إلى “أداة في يد إيران”، وأنّ المصلحة الوطنية تقتضي حماية القرار اللبناني من أي ارتهان سياسي. لكنه في المقابل أبدى اعتراضه على بعض مواقف السفيرة الأميركية والمبعوثة أورتيغاس، ولا سيما تلك المتعلقة بالجنوب وبالمنطقة الاقتصادية الخالصة، معتبرًا أنّ الضغوط الخارجية من أي جهة كانت تُضعف الهامش المتاح للبنان.

في سياق أوسع، قال: إن المنطقة دخلت ما سمّاه “العصر الإسرائيلي”، في إشارة إلى تغيّر موازين القوى واتساع النفوذ الإسرائيلي سياسيًا وأمنيًا. لكنه شدّد على أنّ هذا الواقع لا يعني القبول بالأمر الواقع أو الاستسلام، مؤكدًا أنّ التمسّك بحلّ الدولتين يبقى الأساس الوحيد لأي تسوية ممكنة، وأنّ السياسات الاستيطانية الإسرائيلية المستمرة تجعل فرص قيام دولة فلسطينية أكثر تعقيدًا يومًا بعد يوم.

وختم جنبلاط بالإشارة إلى أنّ المرحلة المقبلة تتطلّب رؤية واقعية تحمي ما تبقّى من تماسك داخلي، محذّرًا من أنّ استمرار الفراغ السياسي والتجاذبات الإقليمية يضعان لبنان أمام تحديات إضافية، خاصة في ظل التوتر المستمر على الحدود الجنوبية ومع غياب حلول واضحة في الأفق

Rita Abiad

صحفية وباحثة في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية، مهتمة بتغطية الأخبار الرياضية وتحليلها بالإضافة الى خبرة في إدارة منصات التواصل الإجتماعي وانتاج محتوى تحريري بدقة عالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews