تاريخ وحضارة

أحفاد السلاطين المنفيين… كيف يعيش ورثة العائلة العثمانية اليوم؟

محمد سمير طحان – مراسلين

لندن – بعد أكثر من قرن على سقوط الإمبراطورية العثمانية، لا يزال أحفاد السلالة الحاكمة السابقة يعيشون في بلدان مختلفة، بين من اندمج في حياة حديثة بعيدة عن السياسة ومن ما زال يحتفظ بخصوصية الإرث العثماني.
ففي عام 1924، وبعد عامين من إلغاء السلطنة، قررت الجمعية الوطنية التركية الكبرى نفي أفراد العائلة العثمانية إلى خارج البلاد. شمل القرار أكثر من 150 شخصًا من رجال ونساء وأبناء وزوجات السلاطين.
تنقّل أفراد الأسرة بين مدن في أوروبا والشرق الأوسط مثل باريس، بيروت، وصوفيا، في رحلة امتدت لعقود من الاغتراب.
ورغم منح النساء حق العودة إلى تركيا عام 1952، تَطلّب الأمر حتى عام 1974 للسماح بعودة الرجال.
ومنذ ذلك الحين عاد بعض الورثة إلى البلاد، فيما فضّل آخرون البقاء في الشتات.
يعيش اليوم عثمان صلاح الدين عثمان أوغلو، أحد أحفاد السلطان مراد الخامس، في منزله قرب مدينة أكسفورد البريطانية، بينما يقيم الدكتور إبراهيم جور، من سلالة السلطان عبد الحميد الثاني، في أوروبا، متابعين حياتهما بعيدًا عن أجواء السلاطين القديمة.
يرى المؤرخون الأتراك أن موقع “العائلة العثمانية” اليوم رمزي أكثر منه سياسي أو اجتماعي، إذ لم يعد للألقاب العائلية أثر فعلي في الحياة العامة. ومع ذلك، لا يزال أفراد الأسرة يجتمعون أحيانًا في لقاءات خاصة أو من خلال مجموعات تواصل تحمل أسماء أجدادهم.
ويؤكد بعض الأحفاد، مثل عثمان أوغلو، أن تراث العائلة العثمانية امتداد للتاريخ التركي الحديث، فيما يراها آخرون صفحة أغلقت مع قيام الجمهورية عام 1923.
وبين الحنين إلى ماضٍ ملكي فخم والاعتزاز بالمواطنة التركية المعاصرة، تتنوّع مواقف “العثمانيين الجدد” إزاء تاريخ أسلافهم ودورهم في الحاضر.

Amjad Abuarafeh

رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews