حمزة عبدالوهاب – شبكة مراسلين
في ظل وضع سياسي مضطرب في البلاد، وصل المذيع بالتلفزيون السوداني مبارك خاطر إلى عمله في تمام الساعة التاسعة صباحا كعادته، فذهب إلى قطاع الأخبار يطلع على أحدث مستجدات الخلاف بين قوات الجيش والدعم السريع، لتطور الأحداث بشكل دراماتيكي إلى قتال اتسع باتساع حدود البلاد.
وما كان منه ورجال التلفزيون سوى محاولة القيام بدورهم الوطني ومحاولة الحث على عملية التهدئة، ثم خرج على الشاشة ليقدم برنامجا يتلقى فيه مكالمات تحث على الهدوء والعودة للثكنات، ولكن بعد دقيقتين أصابت قذيفة الاستديو وتسبب في انقطاع بث التلفزيون الرسمي.
مبارك خاطر يشرح لـ “شبكة مراسلين” تفاصيل الساعات العصيبة منذ وصوله إلى مقر التلفزيون السوداني حتى انقطاع البث على وقع الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، قائلا “وصلت إلى مقر التلفزيون عند الساعة التاسعة صباحا ثم دخلت إلى مركز الأخبار للوقوف على أخر المستجدات على الساحة مع الزميلين محمد حمد النيل وحسب الرسول سليمان بالإذاعة السودانية، واتفقنا على تناول الوضع الراهن ومعالجته من زاوية تعمل على لم الشمل وإحداث التوافق بين الأطراف المتنازعة”.
وأضاف المذيع السوداني، “ثم تحركت إلى التلفزيون حيث كنت مكلف بتقديم برنامج محور الأحداث، ولكن بعد لحظات من دخولي إلى مقر التلفزيون، تفاجأت بتطور الأحداث وهنالك أصوات مدفعية وانفجارات كانت ما تزال بعيدة عن مقرنا، ثم حضر المدير العام للإذاعة والتلفزيون السوداني إبراهيم البوزعي، واتفقنا على بث الأغاني الوطنية، باعتبار الظرف الاستثنائي ومحاولة إشراك المواطن في عملية التهدئة من خلال برنامج تفاعلي كلفت به”.
وتابع “افتتحت البرنامج بالتحية ثم بعد دقيقة أو دقيقتين دوى صوت انفجارات عنيفة حول مقر التلفزيون وفوجئت باختراق قذيفة لجدار استديو الأخبار، تسبب في تحطيم شاشة الأستديو، لحظتها انقطع البث، وكان الوضع مقلق إلى حد كبير”.
وكشف أنه بعد انقطاع البث تم جمعنا من مكان واحد، وأتى إلينا مجموعة من قوات الدعم السريع ومتحدث باسمهم، وأخبرنا أنهم تولوا المسؤولية داخل مبنى التلفزيون وأنهم لن يتعرضوا لنا، وأن السيطرة على مبنى التلفزيون كان عملا ميدانيا، وأمرنا بعد التحرك إلى حين عودتهم حين تلقي تعليمات أخرى”.
وحول المدة التي بقوا فيها داخل مقر التلفزيون، يقول خاطر، “مكثنا حتى الساعة الخامسة مساء داخل الاستديوهات، وبعدها طلبنا السماح لنا بمغادرة مبنى المبنى فوافقوا شريطة أن نسلك مخرج محدد، إلى حي الملازمين وخرج قرابة الساعة الخامسة والربع، ونحن في حالة ألم بسبب ما تعرض المبنى من ضرر بسبب القذائف التي تعرض لها”.
