علي زم – مراسلين

حذر دميتري مدفيديف الرئيس الروسي السابق يوم الاثنين من أن إرسال الولايات المتحدة صواريخ “توماهوك” إلى أوكرانيا يمكن أن “ينتهي بشكل سيئ للجميع”، وخصوصاً للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقال مدفيديف، الذي يُعد من الشخصيات المتشددة المقربة من الكرملين، وهاجم ترامب مراراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إنه بعد إطلاق صواريخ “توماهوك” لا يمكن التأكد مما إذا كانت تحمل رؤوساً حربية تقليدية أم نووية.

وكتب في منشور عبر قناته على تلغرام: “كيف يجب أن ترد روسيا؟ بالضبط بنفس الطريقة.” وهي عبارة فسّرها مراقبون على أنها تلميح مبطن إلى احتمال رد نووي من جانب موسكو.

وكان المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد طرح الموقف ذاته في وقت سابق.

وفي تصريحات أدلى بها يوم 12 أكتوبر، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجدداً إنه في حال لم يُنهِ بوتين الحرب في أوكرانيا، فقد يزوّد كييف بصواريخ “توماهوك” بعيدة المدى. وأضاف ترامب: “نعم، ربما أقول له (لبوتين) إنه إذا لم تتوقف الحرب، فقد نفعل ذلك. ربما لا نفعل، ولكن قد نفعل… هل يودون أن تتجه نحوهم صواريخ توماهوك؟ لا أعتقد ذلك.”

وردّ مدفيديف قائلاً: “يمكننا فقط أن نأمل أن يكون هذا تهديداً فارغاً… تماماً كما حدث عندما أرسلوا غواصات نووية إلى قرب روسيا.”

وكان يشير إلى تصريحات سابقة لترامب في شهر أغسطس، قال فيها إنه أمر بإرسال غواصتين نوويتين أمريكيتين إلى المياه القريبة من روسيا رداً على ما وصفه بـ”التصريحات الاستفزازية” لمدفيديف.

من جانبها، تطالب أوكرانيا منذ فترة طويلة بالحصول على صواريخ “توماهوك”. وبحسب مصادر قريبة من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فقد جدد الأخير هذا الطلب خلال لقائه مع ترامب الشهر الماضي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وترى كييف أن امتلاك هذه الصواريخ سيمنحها القدرة على تنفيذ ضربات في عمق الأراضي الروسية، حتى في مناطق قريبة من موسكو.

وتُعد صواريخ “توماهوك”، التي يتراوح مداها بين 1600 و2500 كيلومتر، والمزودة برؤوس حربية تزن ما بين 400 و450 كيلوغراماً، من أبرز الأسلحة الهجومية في الترسانة الأمريكية.

تتميز هذه الصواريخ بقدرتها على الطيران على ارتفاع منخفض، وتغيير مسارها أثناء الرحلة، بل وإعادة برمجتها خلال التحليق.

ويمكن استخدام “توماهوك” لاستهداف القواعد العسكرية الروسية، ومنظومات الدفاع الجوي، والمطارات، بما في ذلك قاعدة “أولينيا” الجوية في منطقة مورمانسك، التي تُعد أحد المراكز الرئيسية لإطلاق الصواريخ الروسية باتجاه الأراضي الأوكرانية.