البيت الأبيض يعلق قمة ترامب-بوتين في بودابست

شروق سعد – مراسلين
أعلن البيت الأبيض، يوم الثلاثاء 21 أكتوبر ، عن تعليق التحضيرات لعقد قمة ثنائية مرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، والتي كان من المقرر أن تستضيفها العاصمة المجرية بودابست.
ويأتي هذا القرار ليؤكد حالة الجمود التي تعصف بالمسار الدبلوماسي بين واشنطن وموسكو، بعد أسابيع من التخطيط للقاء الثاني بين الزعيمين هذا العام عقب قمة ألاسكا.
وقد نُقل عن مسؤولين في الإدارة الأمريكية أن السبب الرئيسي وراء إيقاف العمل على القمة هو تعثر الجهود لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، مشيرين إلى وجود تباين جوهري في توقعات الطرفين بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وتتركز العقبة الرئيسية في إصرار روسيا على أن تتنازل أوكرانيا عن مزيد من أراضيها كشرط مسبق لأي تسوية دائمة، وهو ما يتعارض مع الرؤية الأمريكية والأوروبية للسلام.
و أتى تعليق القمة بالتزامن مع تأجيل الاجتماع التحضيري الذي كان مقرراً بين وزيري خارجية البلدين، ماركو روبيو وسيرغي لافروف.
صرح الرئيس ترامب لاحقاً أنه لا يريد أن يكون اجتماعه مع بوتين “مهدراً ولا يفضي إلى نتائج”، وهو ما يُعد خطوة تكتيكية لمراجعة المواقف في ظل التوتر الميداني المستمر.
في المقابل، لم تعترض موسكو بشكل مباشر على التعليق، لكن وزير الخارجية سيرغي لافروف أكد التزام بلاده بـ “نتائج قمة ألاسكا” وضرورة التوصل إلى “سلام طويل الأمد ومستدام”، بدلاً من “وقف إطلاق نار بلا معنى”، مشدداً بذلك على التزامهم بشروطهم الإقليمية الصعبة.
وتُشير هذه المواقف الروسية المتصلبة إلى أن الإدارة الأمريكية غير مستعدة لعقد قمة “صانع سلام” رمزية ما لم يتم إحراز تقدم حقيقي في شروط التسوية، مما يزيد من صعوبة المسار الدبلوماسي ويعزز التوتر القائم.
بينما يرفض الرئيس فولوديمير زيلينسكي أي ضغوط للتنازل عن الأراضي كشرط للسلام، وهو الموقف الذي ظل ثابتاً رغم الضغوط التي واجهها خلال اجتماعه الأخير مع ترامب في البيت الأبيض.
وفي خطوة موازية، أكد القادة الأوروبيون دعمهم لجهود ترامب في إيجاد حل، لكنهم شددوا على ضرورة عدم التخلي عن المبادئ الأساسية لسلامة أراضي أوكرانيا، وتعمل عدة دول أوروبية مع كييف على إعداد خطة سلام بديلة من 12 نقطة ترتكز على ضمانات أمنية وحشد الأصول الروسية المجمدة لصالح كييف.
وتستمر العمليات القتالية والهجمات الجوية الروسية مما أسفر عن سقوط قتيلين مدنيين في العاصمة كييف. كما أعلنت القوات الجوية الأوكرانية أنها تمكنت من إسقاط 58 مسيرة روسية من أصل 98 طائرة و6 صواريخ كانت تستهدف مناطق عدة مما يؤكد أن وقف العمل الدبلوماسي لم يترجم إلى أي تهدئة ميدانية على الأرض.