سعيد محمد – مراسلين
أعلنت الهيئة الوطنية للإحصاء الإيطالية (إستات) عن تراجع عدد المواليد في إيطاليا إلى مستوى قياسي منخفض جديد خلال عام 2024، حيث تم تسجيل 369,944 ولادة، بانخفاض نسبته 2.6% مقارنة بعام 2023. وتعد هذه الأرقام مؤشراً واضحاً على استمرار التحديات الديموغرافية التي تواجهها البلاد، والتي تعكس تغيّرات في معدلات الخصوبة ونمط الحياة للسكان.
وبحسب البيانات الأولية للهيئة، استمر هذا الاتجاه التنازلي خلال العام الجاري 2025، حيث انخفض عدد المواليد بنحو 13,000 مولود خلال الفترة من يناير حتى يوليو مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، أي بتراجع قدره 6.3%. ويشير هذا الانخفاض المتواصل إلى أن إيطاليا قد تواجه انخفاضاً أكبر في عدد السكان مستقبلاً، مما قد يؤثر على سوق العمل، والنظام الصحي، والسياسات الاجتماعية، بما في ذلك برامج الدعم للعائلات والأطفال.
ويرتبط انخفاض المواليد في إيطاليا بعدة عوامل، من بينها ارتفاع أعمار الزواج، تأخر الإنجاب، الضغوط الاقتصادية، والتغيرات في نمط الحياة والعمل. وتشير الدراسات إلى أن هذه الظاهرة ليست محلية فحسب، بل هي جزء من اتجاه أوسع في العديد من الدول الأوروبية التي تسجل معدلات خصوبة منخفضة وتراجعاً في عدد السكان الشباب.
ويحذر الخبراء من أن استمرار هذا الانخفاض يمكن أن يؤدي إلى تفاقم شيخوخة السكان، وزيادة الأعباء على أنظمة الرعاية الاجتماعية والتقاعد، مما يستدعي وضع سياسات تحفيزية لدعم الأسر وتشجيع الإنجاب، إلى جانب تعزيز الهجرة كوسيلة للحفاظ على توازن السكان.
وبينما تعد إيطاليا من الدول الأوروبية الأكثر تأثراً بهذا التراجع السكاني، فإن الجهات الحكومية والهيئات المعنية بالديموغرافيا تدرس حالياً إجراءات متعددة للتصدي لهذه الظاهرة، بما في ذلك برامج دعم مالي للأسر، تحسين الخدمات الصحية والطفولة، وتشجيع التوازن بين الحياة المهنية والعائلية.
