الوجود العسكري الأميركي في دمشق يهدف لمراقبة اتفاق بين سوريا وإسرائيل

ريتا الأبيض – مراسلين
ذكرت وكالة “رويترز” نقلًا عن مصادر دبلوماسية غربية وإقليمية، أن الولايات المتحدة الأميركية تعتزم الحفاظ على وجود عسكري محدود داخل العاصمة السورية دمشق، ليكون جزءًا من آلية مراقبة دولية يجري العمل على إنشائها لمتابعة اتفاق أمني محتمل بين سوريا وإسرائيل، يهدف إلى تثبيت الهدوء في الجنوب السوري وضمان استقرار الحدود.
تفاصيل الخطة الأميركية
ووفقًا للمصادر التي تحدثت للوكالة، فإن الخطوة الأميركية تأتي في سياق تحرك دبلوماسي غير معلن تشارك فيه أطراف عدة، أبرزها روسيا والأردن، بهدف الوصول إلى تفاهم شامل يُنهي حالة التوتر المستمرة منذ أشهر في مناطق الجولان ومحيط القنيطرة.
وأضافت المصادر أن القوات الأميركية الموجودة بالفعل في بعض النقاط السورية، خصوصًا في شمال البلاد وشرقها، قد تتولى خلال الفترة المقبلة مهام مراقبة محددة ضمن الاتفاق، بالتنسيق مع الأمم المتحدة، وبدعم من بعثات دبلوماسية غربية موجودة في المنطقة.
أهداف الاتفاق
وبحسب التسريبات الأولية التي حصلت عليها رويترز، فإن الاتفاق المزمع بين دمشق وتل أبيب — والذي لم يُعلن رسميًا بعد — يتضمن عدة بنود ميدانية، من بينها:
• إبعاد جميع المجموعات المسلحة غير النظامية من المناطق الحدودية مع إسرائيل.
• ضمان التزام متبادل بوقف أي أعمال عسكرية أو استفزازية في الجنوب السوري.
• تحديد خطوط فصل واضحة تخضع للمراقبة الدولية المباشرة.
• إنشاء غرفة عمليات مشتركة لمتابعة تنفيذ البنود الأمنية، بإشراف أميركي – روسي – أممي.
المواقف الإقليمية
وفي الوقت الذي التزمت فيه دمشق وتل أبيب الصمت تجاه هذه التسريبات، أكدت بعض المصادر أن المفاوضات تُدار عبر وسطاء من العواصم العربية والغربية، وأن الاتصالات بين الأطراف بلغت “مرحلة متقدمة” خلال الأيام الماضية.
من جهتها، رفضت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تأكيد أو نفي الأنباء، مكتفية بالقول في بيان مقتضب إن “الوجود الأميركي في سوريا يهدف إلى مكافحة الإرهاب ودعم الاستقرار الإقليمي، بالتنسيق مع الشركاء المحليين والدوليين.”
خلفية سياسية
ويأتي هذا التطور في وقتٍ تشهد فيه المنطقة حراكًا دبلوماسيًا مكثفًا يسعى إلى خفض التوترات على أكثر من جبهة، خصوصًا بعد تصاعد التوتر بين إسرائيل وحلفاء طهران في الأشهر الأخيرة. كما تتزامن التحركات الأميركية مع مساعٍ روسية لإعادة دمج سوريا في الإطار العربي وضمان استقرار الجنوب السوري الذي يشكّل نقطة تماس حساسة بين عدة أطراف دولية.
ويرى مراقبون أن دخول الولايات المتحدة على خط المراقبة في دمشق يمثل تحولًا نوعيًا في دورها داخل سوريا، بعد سنوات من التركيز على الشمال والشرق، حيث تنتشر قواتها ضمن التحالف الدولي ضد “داعش”.
ختام
حتى اللحظة، لا توجد تأكيدات رسمية حول موعد أو طبيعة هذا الاتفاق، لكن التحركات المتسارعة توحي بأن مرحلة جديدة من التفاهمات الأمنية والسياسية تلوح في الأفق السوري، وسط ترقب إقليمي ودولي لمآلات الدور الأميركي في المرحلة المقبلة.



