بي بي سي تعتذر لترامب بعد تقرير مجتزأ حول هجوم الكابيتول

علي زم – مراسلين
اعتذرت قناة بي بي سي البريطانية من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد نشر تقرير في أحد برامجها أظهر خطابه بطريقة مجتزأة توحي بأنه أيّد الهجوم على مبنى الكونغرس الأميركي. كما أكدت القناة أن الحلقة المعنية لن تُبث مرة أخرى، لكنها رفضت دفع أي غرامة، رغم مطالبة فريق ترامب بتعويض قدره مليار دولار.
وسبق أن استخدم برنامج “بانوراما” التابع لبي بي سي مقاطع من خطاب ترامب بشكل مركب، بطريقة بدا معها وكأنه يدعم الهجوم على الكونغرس. وجاء الاعتذار الرسمي بعد أن هدّد محامو ترامب القناة البريطانية العالمية برفع دعوى قضائية إن لم يتم نشر تكذيب رسمي ودفع التعويض.
وأثيرت القضية بعد أن كشفت صحيفة ديلي تلغراف أن برنامج “نيوزنایت” بث في 2022 مقطعاً محرراً بالطريقة نفسها.
ورفضت بي بي سي طلب محامي ترامب بالحصول على تعويض، مؤكدة أنه لا توجد أي أرضية قانونية لشكوى من هذا النوع. وأضافت الشبكة في بيان صدر يوم الخميس، 13 نوفمبر، أنها لا تنوي إعادة بث الوثائقي على أي من منصاتها.
استقالات
يأتي إعلان الاعتذار في وقت كانت فيه تداعيات الفضيحة قد أدت إلى استقالة تيم ديـفي، المدير العام لبي بي سي، وديبورا ترنس، رئيسة قسم الأخبار، بعد الكشف عن التلاعب في الوثائقي.
وكانت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، قد وصفت يوم الجمعة، 7 نوفمبر، ما بثته بي بي سي بأنه “ملفق بالكامل”. وتركزت الانتقادات على وثائقي من برنامج “بانوراما” بعنوان “ترامب؛ فرصة أخرى؟” بُث العام الماضي.
ووفق التقرير الذي كشف الفضيحة، جرى دمج مقطعين من خطاب ترامب يوم 6 يناير 2021 بطريقة توحي بأنه حرّض أنصاره مباشرة على مهاجمة مبنى الكابيتول. ففي الوثائقي يظهر ترامب وهو يقول لمؤيديه: “سنتجه نحو الكونغرس” و“سنقاتل بقوة”، بينما تُظهر النسخة الأصلية غير المحررة أنه دعا إلى التوجه نحو الكونغرس لـ“تشجيع الشيوخ والنواب الشجعان”.
وبُث الوثائقي “ترامب؛ فرصة أخرى؟” قبل أسبوع واحد من الانتخابات الرئاسية الأميركية في 5 نوفمبر 2024.
ورحب ترامب يوم الأحد، 9 نوفمبر، باستقالة ديفي وترنس، واصفاً إياهما بأنهما “غير صادقان بشدة”. واتهمهما بمحاولة التأثير في الانتخابات الرئاسية الأميركية. وأضاف أن الأسوأ هو أنهما من “دولة أجنبية تعتبر من أهم حلفائنا، يا لها من فاجعة وكارثة على الديمقراطية”.
وكانت الحكومة البريطانية قد سعت في الأشهر الأخيرة للحفاظ على علاقة إيجابية مع ترامب.
وتولى ديفي منصبه في 2020، وقال في بيان استقالته يوم الأحد، 9 نوفمبر، إنه اتخذ القرار وحده وإن الانتقادات ليست السبب الوحيد لاستقالته، لكنها عامل يتحمل مسؤوليته. وأشار إلى أنه سيبقى في موقعه عدة أشهر ريثما يتم اختيار خلف له. أما ترنس، فذكرت في رسالة للموظفين أن “أخطاء حدثت، لكن الادعاءات بوجود انحياز منهجي داخل بي بي سي غير صحيحة”.
وكانت بي بي سي قد اعتذرت أيضاً مطلع عام 2025 عن “نواقص خطيرة” في إعداد وثائقي بعنوان “غزة؛ كيف ننجو في منطقة حرب؟” الذي ظهر فيه نجل أحد نواب وزراء حكومة حماس.



