الكاريبي على صفيح ساخن: هل تخشى أمريكا على حديقتها الخلفية من سيناريو أوكراني؟

مولود سعدالله – مراسلين

مع إعلان حملة العمليات “Southern Spear ” التي أطلقتها واشنطن في الأسبوع الماضي، يثار الجدل حول نوايا الولايات المتحدة في الكاريبي وتداعياتها على منطقة تعد حديقتها الخلفية.
فمنطقة الكاريبي بؤرة توتر منذ أشهر، حيث وصل التوتر بين فنزويلا وأمريكا لمستويات خطيرة بحجة محاربة المخدرات، مع تعزيز الولايات المتحدة لوجودها العسكري البحري والجوي وتشديد الرقابة على الممرات البحرية الحيوية ، ورغم أن واشنطن تصر على أن الهدف هو محاربة المخدرات، إلا أن تحركاتها تعكس قضايا أكبر !!
فنزويلا التي تربطها علاقات عسكرية وتقنية متنامية مع موسكو، تشكل اختبارا بالنسبة للولايات المتحدة، التي ترى في الكاريبي جزءا من “حديقتها الخلفية” التي لا يمكن السماح لأي قوة خارجية بالتوسع فيها ، ومع ذلك تزداد هذه المخاوف في أعقاب تجربة أوكرانيا، حيث قد يكون الضغط المسبق أحد أدوات واشنطن لتفادي أي سيناريو مماثل ، كما يرى محللون
إضافة إلى ذلك تتشابك في التوتر أبعاد اقتصادية واستراتيجية، إذ يعد الكاريبي ممرا حيويا لشحن النفط والغاز، وأي توسع لفنزويلا في هذا المجال قد يمنح موسكو أو بكين موطئ قدم يؤثر على مصالح الولايات المتحدة في نصف الكرة الغربي.
لذلك تطرح عديد الأسئلة حول هذه التحركات العسكرية الضخمة من واشنطن ، ومن أبرزها:
هل تعتبر واشنطن أن هذه الإجراءات تأتي لمنع أي تكرار لنموذج أوكرانيا في الكاريبي؟
وهل يُنظر إلى التضييق الأمريكي على فنزويلا كوسيلة للحد من قدرتها على التحرك الجيوسياسي والتوسع العسكري أو الاقتصادي؟
وهل يُفسّر التواجد المكثف للولايات المتحدة بأنه رسالة لإعادة تثبيت موازين القوة الإقليمية وإظهار قدرة الردع أمام أي طرف يحاول تحدي النفوذ الأمريكي؟
وهل الهدف من تعزيز الرقابة العسكرية والبحرية هو تأمين الممرات البحرية الحيوية ومنع استخدامها كورقة ضغط أو نفوذ لأي قوة خارجية، خصوصا روسيا أو الصين ؟
هذه الأسئلة تبقى مفتوحة، والإجابات عليها ستظهرها التطورات المستقبلية في المنطقة.




