شروق سعد _ مراسلين
أعلنت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، هند قبوات، من محافظة طرطوس، في سوريا، عن إطلاق رؤية جديدة للتعامل مع الأحداث الجانحين، أينما كانوا، عبر افتتاح مركز تأهيل اجتماعي جديد، مؤكدة أن الهدف منه هو إعادة كتابة قصص هؤلاء الشباب.
جاء الإعلان بالتزامن مع زيارة الوزيرة للمركز، حيث شددت على أن هذه المؤسسات لم تعد مجرد “سجون” أو أماكن للاحتجاز، بل “بيوت خبرة” تهدف إلى انتشال الشباب من دائرة الانحراف وإعادتهم إلى حضن المجتمع كأفراد فاعلين. المركز الجديد يرتكز على فلسفة إنسانية عميقة: أن الطفل الذي أخطأ هو ضحية لظروف، ويستحق فرصة ثانية.
يضم المركز صفوفاً ومرافق للتعليم والتأهيل لضمان عدم حرمانهم من أبسط حقوقهم، وهو التعلم. كما أكدت المديرة المعنية بالمركز أن البرامج لن تقتصر على الدروس، بل ستمتد لتعليمهم مهارات مهنية حيوية مثل الحاسوب والغرافيك، لتكون هذه المهارات “جواز مرورهم” إلى سوق العمل والحياة الكريمة بعيداً عن الجنوح. وأن الهدف الأسمى هو تحويلهم من أحداث “مُدانين” في الماضي إلى “مواطنين صالحين” وغنيين بالمهارات في المستقبل.
يأتي افتتاح المركز ليسد حاجة وطنية، حيث سيستقبل ما يقرب من 36 إلى 45 حدثاً من محافظات مختلفة، ليكون بذلك واحة أمل وإصلاح لهم.
ولم تقتصر جولة الوزيرة على الأحداث، بل شملت أيضاً زيارة معهد الصم والبكم، حيث تعهدت الوزيرة بوضع لغة الإشارة كأولوية في كافة الفعاليات الوطنية، لضمان دمج هذه الفئة وضمان ألا يشعر أي طفل بالإقصاء.
كما أطلقت مشروع “تنمو”، بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي WFP، بنسبة شراكة 20 بالمئة مع المديرية، على أن ترتفع تدريجياً وصولاً إلى تغطية كاملة من الدولة السورية خلال خمس سنوات
وتأتي هذه الخطوات لتؤكد أن العمل الاجتماعي في سوريا يتجه نحو تعزيز منظومة حماية الطفل وخدمات الرعاية الاجتماعية، عبر رؤية تضع الإنسان والتأهيل في المقام الأول.
