باريس تعيد هيكلة حضورها الدبلوماسي في مالي وسط تصاعد المخاطر الأمنية وحصار الوقود

حامدن اسعيد _مراسلين
أعلنت فرنسا، يوم الجمعة الماضي ، شروعها في تعديل هيكلها الدبلوماسي والقنصلي في مالي عبر خفض عدد موظفي بعثاتها، في خطوة تعكس تدهور الوضع الأمني في البلاد وتزايد تهديدات الجماعات المسلحة.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان رسمي إن القرار يأتي “في ضوء الوضع الراهن، وعلى غرار ما بادر إليه عدد من الشركاء”، في إشارة إلى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة اللتين أجلتا موظفيهما غير الأساسيين خلال الأيام الأخيرة.
ولم تُحدّث باريس تعليماتها السابقة الموجهة للجالية الفرنسية في مالي، والمقدّر عددها بنحو 4 آلاف شخص، بعد دعوتهم منذ 7 نوفمبر إلى الاستعداد للمغادرة المؤقتة “في أقرب وقت ممكن عبر الرحلات الجوية المتاحة”.
وتأتي الخطوة الفرنسية في ظل أزمة وقود خانقة تشهدها مالي منذ سبتمبر، بعدما أعلنت “كتيبة ماسينا” التابعة لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين فرض حصار على واردات الوقود، واستهداف قوافل الشاحنات التي تحاول دخول البلاد أو الوصول إلى العاصمة باماكو.
وأجبر ذلك السلطات المالية على تعليق الدراسة لمدة أسبوعين، قبل استئنافها لاحقاً، فيما استعاد سكان العاصمة باماكو إيقاعهم الطبيعي بعد نجاح الجيش المالي في تأمين دخول مئات الشاحنات المحملة بالوقود.
وفي سياق متصل، أشادت الولايات المتحدة بالقوات المسلحة المالية خلال مباحثات بين نائب وزير الخارجية الأمريكي كريستوفر لاندو ووزير الخارجية المالي عبد الله ديوب، معتبرة أن باماكو “تخوض معركة محورية” ضد جماعة نصرة الإسلام والمسلمين.
كما أكدت ألمانيا أنها “ستواصل الوقوف إلى جانب الشعب المالي”، مضيفة أن دعمها لمالي يمتد “لأكثر من 65 عاماً في إطار من الشراكة والثقة المتبادلة”.
وتشير هذه التطورات إلى تبدل متسارع في مواقف القوى الغربية تجاه مالي، في ظل تعقّد الوضع الأمني واستمرار الهجمات المسلحة، مقابل جهود حكومية وعسكرية للسيطرة على الأزمة وضمان استمرار الإمدادات الحيوية للبلاد.



