الكشف عن أرقام ومعلومات صادمة لانتهاكات نظام الأسد ضد الشعب السوري

محمد طنطاوي – مراسلين
تتوالى عمليات البحث عن المفقودين والضحايا في غياهب سجون نظام الأسد يومًا بعد يوم، لتميط اللثام عن حجم الإجرام الذي ارتكبته قوات النظام البائد بحق الشعب السوري.
مقبرة جماعية تلو الأخرى تكتشف أمام العالم، حتى وصفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية بأن الأسد “حوّل سوريا لمقبرة جماعية”.
وأوضحت الصحيفة أن كثيرًا من المقابر يتم اكتشافها بالصدفة، سواء عند عمليات إزالة الأنقاض أو البحث في الأراضي الزراعية
وتتراوح بين مقابر تضم جثامين عشرات آلاف الضحايا، وأخرى صغيرة تحتوي على عشرات الجثث.
134 مقبرة حتى اللحظة
بحسب تقارير للمركز الدولي للعدالة الانتقالية إلى جانب مجموعة “محامون وأطباء من أجل حقوق الإنسان” السورية، فقد تم توثيق 134 مقبرة جماعية حتى الآن، مشيرةً إلى وجود دلائل لمزيد من المقابر لم يُكشف عنها بعد.
فيما اعتبرت الصحيفة أن هذه الأرقام دليلًا واضحًا على المآساة التي عاشها السوريون في عهد النظام السابق، الذي سجن عشرات الآلاف في ظروف مآساوية لا يمكن تصورها من تعذيب ممنهج وممارسات وحشية.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن هذه المقابر تُشكل تحديًا من أصعب التحديات أمام دولة تسعى للتعافي والنهوض نظراً لتشابك عمليات القتل الممنهج.
في حين أن كل مقبرة جماعية يتم اكتشافها تُعيد فتح جرح قديم، وتعيد لذوي الضحايا ألم الفقدان الذين لطالما انتظروا جوابًا عن مصير أحبائهم أو فرصة لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة.
الأمل بتحقيق العدالة
بعد سقوط نظام الأسد لم تعد هذه الجرائم والانتهاكات مقيدة خلف القضبان، بل تحولت إلى مطالب بالعدالة ومحاسبة المجرمين.
وفي ذات السياق أصدر الرئيس السوري أحمد الشرع في السابع عشر من أيار الماضي مرسومين بتشكيل “الهيئة الوطنية للمفقودين” لكشف مصير آلاف المفقودين و” الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية” التى تُعنى بكشف الحقائق حول الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها بغية إنصاف المظلومين وجبر الضرر الواقع على الضحايا.
استكمالاً لمجرى العدالة الانتقالية ومحاسبة المتورطين في الانتهاكات والجرائم، وقعت الهيئة الوطنية للمفقودين مذكرة تفاهم مع اللجنة الدولية لشؤون المفقودين (ICMP) في الثامن عشر من تشرين الثاني الحالي لتعزيز التعاون التقني والمهني.
إضافة إلى إعلان مشترك في الخامس من الشهر ذاته مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC) والمؤسسة الدولية المستقلة للمفقودين (IIMP)، لدعم العملية الوطنية بهدف الكشف عن مصير المفقودين في سوريا، بغض النظر عن ظروف اختفائهم وانتماءاتهم.



