هونج كونج تنعي ضحايا حريق مروّع أودى بحياة 128 شخصًا وسط مخاوف من ارتفاع العدد
أمل صالح- مراسلين
نعت حكومة هونج كونج الصينية، اليوم السبت، ضحايا الحريق الهائل الذي اندلع في أحد المجمعات السكنية الشاهقة، مؤكدة وفاة 128 شخصًا، وسط توقعات بارتفاع الحصيلة مع بقاء نحو 200 شخص في عداد المفقودين.
وأوضحت الحكومة أن الحريق الذي شبّ في مجمع “وانغ فوك” السكني، المكوّن من ثمانية مبانٍ تضم نحو ألف وحدة، أسفر أيضاً عن إصابة 79 شخصًا، بينهم 12 من رجال الإطفاء. ولا تزال عمليات البحث جارية لتحديد مصير المفقودين.
وكشف الرئيس التنفيذي لهونج كونج، جون لي، أن فرق الإطفاء تمكنت من إنقاذ 55 شخصًا من موقع الحريق، مشيرًا إلى توفير أماكن إيواء مؤقتة لنحو 500 متضرر.
وفي إطار التحقيقات الجارية، ألقت السلطات القبض على 11 شخصًا على خلفية الاشتباه في فساد محتمل واستخدام مواد غير آمنة خلال أعمال التجديد في مجمع “وانغ فوك كورت”، في أسوأ حريق تشهده المدينة منذ ما يقرب من ثمانين عامًا.
واندلع الحريق بعد ظهر الأربعاء في منطقة تاي بو الشمالية، قبل أن تلتهم النيران سبعة من الأبراج الثمانية التي يصل ارتفاع بعضها إلى 32 طابقًا، وكانت تخضع لأعمال ترميم استخدمت فيها سقالات من الخيزران وشبكات خضراء لتغطية الواجهات.
وأوضح كريس تانغ بينج، سكرتير الأمن في حكومة هونج كونج، أن جمع الأدلة قد يستغرق بين ثلاثة وأربعة أسابيع، لافتًا إلى أن اللجنة المستقلة لمكافحة الفساد شكّلت فريقًا خاصًا للتحقيق في شبهات تتعلق بمشروع التجديد، خصوصًا بعد ثبوت عدم عمل أنظمة الإنذار من الحريق بشكل صحيح.
وقال تانغ في مؤتمر صحفي:
“لا نستبعد العثور على مزيد من الجثث عند دخول الشرطة إلى المبنى لإجراء تحقيقات مفصلة”.
وشهدت هونج كونج، اليوم السبت، مراسم حداد رسمية؛ حيث وقف جون لي ومسؤولون حكوميون وموظفون مدنيون دقيقة صمت لمدة ثلاث دقائق أمام مقر الحكومة المركزية، بينما نُكست الأعلام حدادًا على الضحايا. كما وُضعت دفاتر تعازٍ في 18 موقعًا بأنحاء المدينة لإتاحة الفرصة للسكان لتقديم واجب العزاء.
وأعلنت السلطات أنه تم التعرف حتى الآن على 39 فقط من بين 128 ضحية.
ويعد هذا الحريق الأكبر من حيث عدد الوفيات في هونج كونج منذ عام 1948، حين لقي 176 شخصًا مصرعهم في حريق بمستودع.
وأعلن رئيس السلطة التنفيذية أن الحكومة ستؤسس صندوق دعم بقيمة 300 مليون دولار هونج كونجي (ما يعادل 39 مليون دولار أمريكي) لمساعدة المتضررين، فيما تعهّدت شركات صينية كبرى مدرجة في البورصة بتقديم تبرعات إضافية.
وتُعد هونج كونج واحدة من أكثر مدن العالم اكتظاظًا بالسكان، وتعتمد بشكل كبير على المجمعات السكنية الشاهقة، في ظل ارتفاع أسعار العقارات بشكل قياسي يثير غضب السكان منذ سنوات.
