سعيد محمد- مراسلين
قدّمت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني موقفاً واضحاً وحاسماً بشأن إدارة تدفقات الهجرة إلى أوروبا، مؤكدة أن هذا الملف المعقد يمكن التعامل معه بفعالية إذا ما توفرت الإرادة السياسية والبدائل العملية.
وفي مداخلة عبر دائرة الفيديو خلال مؤتمر التحالف العالمي لمكافحة تهريب المهاجرين المنعقد في بروكسل، شددت ميلوني على أن معالجة الهجرة غير النظامية تستند إلى وجود خيار واقعي وملموس يقدم بديلاً مشروعاً وعملياً للهجرة النظامية ولعمليات الاتجار بالبشر.
وأوضحت أن هذا البديل يقوم على مبدأ الشرعية أولاً، بما يمنع المنظمات الإجرامية من استغلال التطلعات المشروعة للمهاجرين في البحث عن حياة أفضل، ويعزز في الوقت ذاته نموذجاً للتعاون الدولي قادر على معالجة الأسباب الجذرية للهجرة من خلال التنمية والشراكات المتوازنة.
وأكدت ميلوني أن إيطاليا تؤمن بقوة بنهج هذا التحالف وتدعمه بشكل راسخ، لكون أهدافه تنسجم مع الاستراتيجية التي تتبعها روما منذ سنوات، وهي استراتيجية ترتكز على التعاون الواسع مع الشركاء الدوليين من أجل تحقيق نتائج ملموسة على الأرض، سواء في مكافحة شبكات التهريب أو في تطوير مسارات هجرة قانونية ومنظمة.
ويُعد هذا المؤتمر في نسخته الثانية مبادرة مشتركة دعت إليها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ومفوض الشؤون الداخلية والهجرة ماغنوس برونر، بهدف تعزيز التنسيق العالمي لمواجهة نشاط شبكات تهريب البشر وتفكيك نموذج أعمالها.
وشهد المؤتمر مشاركة واسعة لأكثر من ثمانين وفداً، ضم ممثلين عن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وشركاء دوليين ومنظمات عالمية، وسط توافق عام على ضرورة تعزيز التعاون وتطوير أدوات أكثر فعالية للحد من الهجرة غير الشرعية وتشجيع البدائل القانونية التي تضمن حقوق المهاجرين وتحفظ أمن الدول المستقبِلة.
