تحذير صيني حاد لإسرائيل بعد زيارة سرية لنائب وزير خارجية تايوان

محمد سمير طحان – مراسلين
بكين – كشفت وكالة “رويترز”، نقلاً عن ثلاث مصادر مطلعة لم تكشف هويتها، عن زيارة سرية قام بها نائب وزير الخارجية التايواني فرنسوا وو إلى إسرائيل خلال الأسابيع الأخيرة، مما أثار رد فعل صينياً شديد اللهجة.
أعربت السفارة الصينية في تل أبيب عن غضبها البالغ، واصفة قضية تايوان بأنها “خط أحمر لا يمكن المساس به ضمن المصالح الجوهرية للصين”.
ودعت بكين إسرائيل إلى الالتزام بمبدأ “الصين الواحدة”، وتصحيح “الإجراءات الخاطئة”، ووقف إرسال “رسائل مضللة” إلى القوى الداعمة لاستقلال تايوان، محذرة من أن أي تجاوز “قد ينعكس سلباً على العلاقات الثنائية”.
لا تربط تايوان علاقات دبلوماسية رسمية إلا مع عدد محدود من الدول، بفعل ضغوط بكين التي تعتبر الجزيرة جزءاً لا يتجزأ من أراضيها.
ولا تعترف إسرائيل رسمياً بتايبيه، رغم التواصل المتزايد بين الجانبين، خاصة بعد دعم تايوان القوي لإسرائيل عقب هجوم حركة “حماس” في 7 أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل، والحرب اللاحقة في قطاع غزة.
لم تكشف المصادر تفاصيل إضافية عن الزيارة، بما في ذلك ما إذا تطرقت محادثات وو إلى نظام الدفاع الجوي التايواني الجديد “تي-دوم”، الذي كشف عنه الرئيس لاي تشينغ-ته في أكتوبر 2025، وهو يشبه نسبياً نظام “القبة الحديدية” الإسرائيلي.
رفضت وزارة الخارجية التايوانية التعليق على الزيارة، لكنها أكدت في بيان رسمي: “تايوان وإسرائيل تتشاركان قيم الحرية والديمقراطية، وستواصلان العمل بشكل عملي على تعزيز التعاون والمنفعة المتبادلة في مجالات مثل التجارة والتكنولوجيا والثقافة، وترحبان بمزيد من أشكال التعاون ذات المنفعة المتبادلة”.
يرى مسؤولون تايوانيون تشابهاً بين التهديد الصيني لتايوان والتحديات الأمنية التي تواجهها إسرائيل من دول الجوار مثل إيران.
وقال وزير الخارجية التايواني لين تشيا لونغ في تصريح الشهر الماضي (نوفمبر 2025) في تايبيه: “ثمة تبادلاً للخبرات والتفاعلات في مجالي التكنولوجيا والدفاع بين تايوان وإسرائيل”، مشيراً إلى أن إسرائيل تمتلك “القبة الحديدية” بينما يعتمد “تي-دوم” على تكامل أنظمة مثل صواريخ “باتريوت” الأمريكية و”سكاي بو” التايوانية.
أما الصين، فتحافظ على علاقات قوية مع الفلسطينيين، حيث اعترفت بدولة فلسطينية منذ 1988، فيما أكدت تايوان عدم نيتها الاعتراف بذلك. يظل التواجد الدبلوماسي التايواني في الشرق الأوسط محدوداً، لكن لدى الجانبين مكاتب تمثيل في تل أبيب وتايبيه.



