عربي و دولي

تحذير رسمي للطلاب السودانيين في رواندا: العنف يهدد المستقبل الأكاديمي ويقوّض صورة الجالية

نشوة أحمد الطيب – مراسلين

كيجالي – رواندا – وجّه السفير السوداني لدى جمهورية رواندا خالد موسى دفع الله، رسالة تحذيرية وتوعوية إلى الطلاب والطالبات السودانيين الدارسين في رواندا، دعاهم فيها إلى الالتزام الصارم بالقانون الرواندي، ونبذ العنف بكافة أشكاله، والحفاظ على صورة السودان وسمعة أبنائه في الخارج.

وأكد السفير أن أكثر من ثلاثة آلاف طالب وطالبة سودانيين يدرسون حاليًا في رواندا في مختلف التخصصات الأكاديمية، مشيرًا إلى أنهم يمثلون عماد المستقبل للسودان، وجسرًا ثقافيًا وعلميًا يعزز العلاقات الثنائية بين السودان ورواندا، ويمتد أثره إلى علاقات السودان مع القارة الإفريقية في مجالات التبادل العلمي والثقافي والأكاديمي.

وأوضح أن استضافة رواندا للطلاب السودانيين وفتح مؤسساتها التعليمية أمامهم في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها السودان، تقابلها مسؤولية مباشرة تتمثل في احترام القوانين واللوائح المنظمة للحياة العامة، والتعاون الكامل مع الشرطة وسلطات إنفاذ القانون، مؤكدًا أن احترام القانون يشكل الركيزة الأساسية للمجتمع الرواندي.

وأعرب سعادة السفير عن قلقه البالغ إزاء تزايد حالات العنف والاعتداء البدني وسط بعض الطلاب خلال الفترة الأخيرة، مشيرًا إلى أن تلك الحوادث قادت إلى اتخاذ إجراءات قانونية صارمة، شملت ترحيل عدد من الطلاب ووقف دراستهم بصورة شبه نهائية، الأمر الذي خلّف آثارًا نفسية واجتماعية وأكاديمية عميقة، رغم أن كثيرًا من هذه القضايا نشأت عن خلافات محدودة لا تستحق مثل هذه العواقب الجسيمة.

وشدد السفير خالد موسى دفع الله على ضرورة الامتناع التام عن استخدام العنف أو الإكراه ضد المجتمع المستضيف مهما كانت الأسباب، داعيًا إلى اللجوء الحصري إلى القانون والإجراءات القانونية، ومحذرًا من أن أي تورط في عنف بدني في رواندا يترتب عليه مباشرة وقف المسيرة التعليمية ومغادرة البلاد، بما يجعل الطالب وأسرته والجالية السودانية في موقع الخسارة.

كما دعا الطلاب إلى تعميق الاندماج الإيجابي في المجتمع الرواندي، واحترام ثقافته وتقاليده، والاستفادة من تجربته الرائدة في التعايش السلمي وبناء الدولة بعد مرحلة تاريخية بالغة القسوة، معتبرًا أن التجربة الرواندية تمثل نموذجًا إفريقيًا ملهمًا يمكن الاستفادة منه في مواجهة التحديات التي يمر بها السودان في مرحلته الراهنة.

وتطرق السفير كذلك إلى أهمية المحافظة على الوثائق الثبوتية، ولا سيما جوازات السفر، في ظل تزايد حالات فقدانها مؤخرًا، لما يترتب على ذلك من تبعات قانونية وإدارية معقدة.

واختتم السفير رسالته بنداء مباشر إلى الطلاب والطالبات، دعاهم فيه إلى تحمّل مسؤولياتهم الوطنية والأخلاقية، مؤكدًا أن السودان يعوّل عليهم ليس فقط كطلاب علم، بل كقادة مستقبل يعملون معًا من أجل إعادة البناء وصناعة مستقبل مشرق للسودان.

Amjad Abuarafeh

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews