هل انتصرت الدبلوماسية العربية أم انتصرت غزة؟

بقلم: عبدالله حسن زيد
في خضم الصراعات التي عصفت بقطاع غزة على مدى سنين، نقف أمام عدة أسئلة تحتاج إلى إجابات دقيقة وشافية، من هذه الأسئلة هل انتصر العرب في غزة ،أم أن غزة هي التي انتصرت ؟هذا السؤال يتجاوز المكاسب العسكرية والسياسية ليصل الى مفهوم النصر ذاته هل النصر تحقيق أهداف عسكرية أم صمود شعب تعرض لأبشع الجرائم والمجازر والمعاناة ووقف بوجه آلة الدمار والتهجير والحصار ؟
من وجهة نظر الدول العربية يمكننا أن نقول بأن الجهود والمساعي الدبلوماسية العربية الأخيرة تمثل إنجازاً ملحوظاً مصر وقطر بدعم تركي نجحتا في وضع أنفسهما كلاعبين أساسيين في المفاوضات مما عزز دورهما الإقليمي ، القمة التي ستعقد في شرم الشيخ بمشاركة عربية لدول مثل السعودية والأردن والإمارات أظهرت مساعي الدول العربية وتضامنها لوقف اطلاق النار في غزة ولكن السؤال هنا هل هكذا يتحقق النصر أم أننا بحاجة لإعادة تعريف مفهوم النصر بالنسبة لأكثر دول العالم ثروةُ ومالاً.
من ناحية أخرى غزة بذاتها تقدم مفهوماُ آخر للنصر يختلف عن مفهوم العسكرة والسياسة ،مفهوماً يثبت بأن من يمتلك الأرض والتاريخ والإرادة هو المنتصر بالرغم من اختلاف التسميات والمآرب والتوجهات والغايات ،هو المنتصر طالما عبر عن إرادته بالوقوف في وجه الدمار والقتل وطمس الحقائق والتهجير والمعاناة الإنسانية في أبشع صورها متمثلة بقتل الشجر والحجر فضلاً عن قتل الإنسان والتنكيل به.
من يجلس خلف مكتبه ويتحدث في الهواء وهو يمتلك الأدوات والإمكانيات وظلّ صامتاً يبرر ذلك بعدم قدرته لا يحق له أن يتحدث عن النصر، من باع قضيته لأجل المال لا يحق له المزاودة على الغزاويين أصحاب القضية والصمود ،هم وحدهم من لهم الحق بالحديث .من أغلق المعابر في وجه المساعدات والأدوية والإمدادات يجب أن يصمت الى آخر الدهر بدل أن يتكلم .
ومع ذلك فإن النصر جاء بثمن باهظ ،نقص المواد الأساسية والموارد واستمرار الحصار والمعاناة يجعل الانتصار هشاً بعض الشيء.
وفي النهاية لايمكننا فصل انتصار العرب الدبلوماسي عن انتصار الأسطورة الغزاوية لأن القضية الفلسطينية هي قضية كل عربي شريف ،لكن النصر الحقيقي أعتقد أنه يجب أن يكون بتحقيق العدالة وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة ،غزة وحدت العرب ولكن نظريا فقط ،”فالعرب بأخطر مرحلة وجميع حروفهم علة.”