أخبارتقارير و تحقيقات

منطقة آمنة لأهل غزة في سيناء !! دعوة إسرائيلية أمريكية تثير الجدل

ترجمة / أبوبكر خلاف


في تطوّر لافت ضمن الخطاب الإستراتيجي الإسرائيلي والأمريكي تجاه الحرب في غزة، اقترح العقيد الأمريكي جون سبنسر، أحد أبرز خبراء الحروب الحضرية، إقامة منطقة إنسانية آمنة داخل الأراضي المصرية – في شبه جزيرة سيناء، كجزء من خطة شاملة لما أسماه “إنهاء الحرب بشكل فعّال”. الاقتراح نُشر ضمن دراسة تحليلية واسعة أصدرها مركز القدس للشؤون العامة والسياسة (JCPA) بعنوان: “ماذا يعني إنهاء الحرب في غزة، وما الذي يتطلبه؟”.

الطرح باختصار
لا ترحيل.. بل ممر إنساني مؤقت وفقًا للدراسة، فإن الهدف من هذه المنطقة الإنسانية هو توفير ممر آمن للمدنيين الفلسطينيين بعيدًا عن مناطق القتال، تحت إشراف الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة، مع ضمانات قانونية بعودة السكان إلى منازلهم بعد انتهاء العمليات العسكرية. ويؤكد الكاتب أن الخطة “لا تهدف إلى تهجير دائم أو قسري، بل إلى إنشاء ملاذ إنساني مؤقت” على بعد بضعة كيلومترات من الحدود، يقدم الغذاء والماء والرعاية الطبية والخدمات الأساسية، في ظل عدم قدرة المنظومة الدولية على حماية المدنيين داخل غزة.

مقترح دراماتيكي.. باسم الإنسانية
في الدراسة، يستند سبنسر إلى ما اعتبره “فشلًا دوليًا ذريعًا في تأمين ممرات إنسانية داخل القطاع”، ليدعو بشكل مباشر إلى تحرّك أممي يقود إلى: تخصيص منطقة حدودية داخل سيناء بإشراف الأمم المتحدة. إصدار قرار من مجلس الأمن يضمن الحق القانوني لكل من يُنقل إليها بالعودة لاحقًا. اعتبار هذا الإجراء “قانونيًا، إنسانيًا، وقابلًا للعكس” – على عكس الاتهامات بالترانسفير القسري. ويستشهد بمقترحات مشابهة قدمها الوزير الإسرائيلي المكلف بالشؤون الإستراتيجية رون ديرمر، الذي دعا بدوره مجلس الأمن إلى منح الغطاء القانوني لهذا المسار.

ردود فعل محتملة وأسئلة مفتوحة
رغم أن الاقتراح جاء في دراسة تحليلية غير رسمية، إلا أن طرحه من قبل شخصية عسكرية بارزة، وتكراره في عدة منصات إسرائيلية، يعكس توجهًا استراتيجيًا جديدًا. لكن السؤال الأكبر يظل: هل تقبل مصر، أو المجتمع الدولي، بهذا المقترح؟ وهل يمكن لمنطقة إنسانية داخل أراضي دولة ذات سيادة أن تُدار بقرار دولي مؤقت؟ ولم تصدر حتى اللحظة أي ردود فعل رسمية من الحكومة المصرية على هذا المقترح، إلا أن مصادر دبلوماسية سابقة كانت قد شددت مرارًا على رفض مصر لأي شكل من التوطين أو النزوح نحو أراضيها.

خلاصة: مقترح محفوف بالتعقيد يقف هذا المقترح عند مفترق حساس بين الدوافع الإنسانية والاعتبارات السيادية والجيوسياسية. وبينما تسوّق بعض الدوائر الإسرائيلية والغربية هذا الحل كـ”بديل مؤقت ضروري لحماية المدنيين”، فإنه قد يُفسّر عربيًا وفلسطينيًا كخطوة تمهيدية لـ”تهجير زاحف” مهما كانت الضمانات المرفقة به. ويبقى الرهان على قدرة المجتمع الدولي على إيجاد ممرات آمنة حقيقية داخل غزة ذاتها، دون المساس بسيادة الجوار أو بحق العودة.

نقلاً عن دراسة العقيد جون سبنسر – مركز القدس للشؤون العامة والسياسة (JCPA) تاريخ النشر: 27 يوليو 2025

المصدر الأصلي للدراسة: https://jcpa.org.ilלסיים-את-המלחמה-בעזה-מה-זה-באמת-אומר-ומ

bakr khallaf

صحفي، مترجم وباحث في الإعلام والعلاقات الدولية، محاضر بجامعة إسطنبول التركية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews