فيلم “عمر أميرالاي.. الألم، الزمن، الصمت” يعرض لأول مرة في دمشق

محمد سمير طحان – مراسلين
دمشق – استعاد الجمهور السوري مساء أمس الخميس، تجربة استثنائية مع الفيلم الوثائقي “عمر أميرالاي.. الألم، الزمن، الصمت”، الذي عُرض في بيت فارحي بدمشق القديمة. الفيلم من إخراج المخرجة هالة العبد الله، ويقدم شهادة فنية وإنسانية على حياة ومسيرة المخرج السوري الراحل عمر أميرالاي، أحد أهم رموز السينما الوثائقية في العالم العربي.

يمتد العمل على مدى 110 دقائق، ويحتضن جلسات حوارية مسجلة عام 2009 في منزل أميرالاي، قبل أن توقف وفاته المفاجئة عام 2011 المشروع الذي كان قيد الإنجاز. تحاكي الكاميرا العفوية علاقة صداقة وطيدة جمعت بين العبد الله وأميرالاي، ما أضفى على الفيلم حساً شخصياً وعميقاً عبر نقاشات مفتوحة حول الفن، السياسة والتاريخ.يرصد الفيلم مراحل تعليم أميرالاي في فرنسا، وعودته إلى دمشق، ومسيرته التي حملت نقداً لاذعاً للأنظمة السياسية، مع تسليط الضوء على أبرز أعماله، بما في ذلك فيلمي “الحياة اليومية في قرية سورية” و”الدجاج”.

كما يعبر الفيلم عن صدى الحراك السياسي السوري الممتد من أواخر الستينيات حتى ثورة 2011، مستعرضاً مواقف أميرالاي الفكرية والإنسانية وسط تحولات البلد.كما تعكس المخرجة جوانب شخصية مؤثرة، مثل علاقة أميرالاي بوالدته، التي شكّلت بصمة في تكوين شخصيته وفكره.
المخرجة هالة العبد الله قالت في تصريح لـ”مراسلين”: “رغم عدم رضاي الكامل عن شكل التصوير، رأيت في عفوية اللقطات وصورتها الحميمية، روح الفيلم الحقيقية التي لا يمكن تكرارها. أكملنا مونتاج العمل عام 2021، وسبق عرضه دولياً في عدة مهرجانات، واليوم نحتفل بعرضه في دمشق، وهو لحظة تحمل شحنة وجدانية كبيرة ونحن نستعيد من خلالها صوت عمر وأصوات المفقودين في الثورة.”يُعد هذا الفيلم فرصة لإحياء ذاكرة فنية وشعبية، تجمع بين الألم والصمت والزمن، في مرآة تنطق بحكاية بلد وجيل كامل.




