سعيد محمد – مراسلين
بثّت قناة Rai 3 الإيطالية فيلمًا وثائقيًا يكشف جرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وذلك بعد أيام من جدل كبير أثارته أنباء عن محاولات داخل المؤسسة الإعلامية لوقف عرضه.
وقد قوبل بث الفيلم بترحيب واسع من منظمات حقوقية وقوى سياسية وصحفية اعتبرت الخطوة “انتصارًا لحرية الإعلام وحق الجمهور في المعرفة”.
بدأت الأزمة عندما تسربت تقارير إعلامية تشير إلى وجود اعتراضات من بعض الجهات داخل شبكة التلفزيون الإيطالي على عرض فيلم “لا أرض أخرى” للناشط الفلسطيني باسل عدرا ، في موعده المُبرمج. وبرغم عدم صدور قرار رسمي بمنع العرض، فقد أثار الجدل مخاوف من خضوع المؤسسة لضغوط سياسية تتعلق بحساسية موضوع الانتهاكات في غزة.
يعرض الفيلم شهادات لمدنيين وناجين من العدوان الأخير على غزة، إضافة إلى لقطات ميدانية توثّق الدمار واستهداف البنية التحتية والمناطق السكنية. ويعتمد العمل على مصادر طبية وإنسانية لتقديم صورة مباشرة عن حجم المعاناة التي يتعرض لها السكان.
عقب بث الفيلم، عبّرت منظمات حقوق الإنسان عن تقديرها لشجاعة القناة في الالتزام بواجبها الإعلامي، معتبرة أن عرض الفيلم يسهم في كشف الحقيقة أمام الرأي العام الأوروبي. كما أشادت نقابات صحفية بالخطوة ورأت فيها انتصارًا لحرية الصحافة في ظل الضغوط السياسية التي يتعرض لها الإعلام الدولي.
قال مخرج الفيلم في تصريحات صحفية إن الهدف من الوثائقي هو “عرض الرواية الإنسانية الحقيقية لما يجري في غزة بعيدًا عن التسييس”، مؤكدًا أن نقل معاناة المدنيين “واجب أخلاقي لا يمكن التراجع عنه”.
يأتي عرض الفيلم على قناة Rai 3 في لحظة حساسة تتزايد فيها المطالب الأوروبية بفتح تحقيقات واسعة حول جرائم الحرب في غزة، ويُنظر إليه كخطوة جريئة تسهم في تعزيز النقاش العام حول مسؤولية الإعلام في تغطية النزاعات الدولية دون انتقاء أو رقابة.
