بيئة ومناخ

من مبادرة خضراء إلى حركة وطنية ، فؤاد معلي نموذج عربي في قيادة التغير

مولود سعدالله – مراسلين

الجزائر – سطع من الجزائر يوم أمس نموذج مختلف لرجل بسيط إستطاع أن يفعل ما تعجز عنه مؤسسات كثيرة ، أن يوحّد الناس حول الخير.
إنه فؤاد معلي، الناشط البيئي المعروف وصاحب صفحة يتابعها أكثر من ثلاثة ملايين شخص على فيسبوك، الذي أطلق مبادرة “الجزائر خضراء” فتحولت في ساعات إلى هبة وطنية شاملة جمعت المدني والعسكري والوزراء والمواطنين في مشهد نادر يعكس عمق الروح الجزائرية.

بأسلوبه العفوي وهدوئه المعروف، دعا فؤاد متابعيه إلى حملة تشجير مليون شجرة، لكن ما حدث فاق التوقعات ، انخرط معه وزير الفلاحة ووزير البريد، وشاركت في الحملة مؤسسات الدولة من الجيش الوطني الشعبي والدرك والشرطة والحماية المدنية، إلى جانب آلاف المتطوعين من مختلف الولايات.
في مشهد امتزج فيه عرق العسكري بعرق المواطن، غُرست الأشجار بيدٍ واحدة تحمل معنى العطاء والانتماء.

قد يرى البعض أن ما جرى مجرد حملة بيئية، لكنها في عمقها درس في المواطنة والنية الصادقة.
فؤاد لم يأت بخطابات سياسية ولا بميزانية رسمية بل بروح المبادرة، تلك التي نفتقدها في عالم عربي تزدحم فيه الخطط وتقل فيه النيات.
وحين بكى فؤاد بعد نجاح الحملة كانت دموعه دموع إنسان رأى بلاده تتنفس أملًا من جديد.

استطاع فؤاد أن يجمع السلطة والشعب والجيش على هدف واحد وهو حماية الحياة.
تلك الصورة وحدها كانت كافية لتقول للعالم ” أننا حين نتحد نزرع الأمل” .

في عالم عربي يفيض بالمؤثرين الإفتراضيين الذين يزرعون الجدل أكثر مما يزرعون القيم، يظهر فؤاد معلي ليقدّم نموذجا مغايرا ، المؤثر الفاعل لا المتفرج.

رجل لا يبيع الوهم ولا يسعى للضوء، بل يجعل من الضوء وسيلة لإنبات الحياة ، نحتاج في عالمنا العربي إلى فؤاد معلي في كل مجال في التعليم، في الصحة، في الثقافة… أشخاص يبدؤون وحدهم، فيتحول جهدهم إلى تيار وطني جامع

“الجزائر خضراء” لم تكن مجرد حملة لغرس الأشجار ، بل غرس الثقة في الأرض والإنسان.
ومن قلب التراب الجزائري خرجت رسالة ” فؤاد ” إلى العالم
حين تتلاقى النية الصادقة مع الإرادة الجماعية يصبح الوطن كله غابة خضراء من الأمل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews