غزة: الاحتلال يستهدف آليات الإنقاذ والمعدات الإنسانية

شبكة مراسلين
استنكرت المديرية العامة للدفاع المدني في قطاع غزة، بشدة، استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي تسع جرافات داخل مقر بلدية جباليا شمال القطاع. وأكد الدفاع المدني أن هذه المعدات كانت تُستخدم لأغراض إنسانية بالتعاون مع البلديات، بما في ذلك إزالة الركام وإنقاذ الجرحى وانتشال جثامين الشهداء.
استهداف متعمد لمعدات إنسانية
بدوره، أوضح مدير الإمداد والتجهيز في الدفاع المدني، محمد المغير ، أن الجرافات التسعة تم إدخالها عبر اللجنة القطرية المصرية على دفعتين خلال فترة وقف إطلاق النار الأخيرة. وتضمّنت هذه المعدات خمس جرافات من نوع CAT 950B، وثلاث جرافات من نوع CAT 950E، وجرافة واحدة من نوع CAT 972.
وأشار إلى أن طواقم الدفاع المدني استخدمت هذه المعدات في انتشال جثامين الشهداء من تحت الأنقاض، وفتح الطرق لتسهيل الاستجابة الإنسانية في محافظتي رفح وخان يونس، بالإضافة إلى استفادتها في تسوية الأراضي لإنشاء مخيمات إيواء للنازحين.
وأعرب المغير عن استهجانه لاستهداف هذه المعدات التي خصصت للمهام الخدمية والإنسانية فقط. وأوضح أنه تم التوافق مسبقاً مع اللجنة القطرية المصرية على مكان مبيت الجرافات داخل جراج بلدية جباليا النزلة، مع توفير إحداثيات الموقع للجهات المعنية، الذي لم يصنّفه الاحتلال كمنطقة عسكرية أو منطقة خطرة.
انتهاك للقانون الدولي
شدد الدفاع المدني على أن استهداف الاحتلال لهذه المعدات يُعدّ مخالفة صريحة للملحق الإضافي لعام 1977 الخاص بحماية معدات ومركبات الدفاع المدني المخصصة للتدخل الإنساني.
وجاء هذا الاستهداف ضمن غارات جوية عنيفة شنتها طائرات الاحتلال فجر الثلاثاء على معدات الإنقاذ الثقيلة والجرافات في مناطق مختلفة من قطاع غزة.
إدانة حقوقية واسعة
كما أدان المركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسرًا، الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق معدات الإنقاذ، واصفاً إياها بأنها “جزء من سياسة ممنهجة لتدمير أدوات الانتشال وإخفاء آثار الجرائم”.
وأشار المركز، في بيان صحفي تلقته “شبكة مراسلين“، إلى أن هذا الاستهداف المتعمد يأتي رغم المناشدات المتكررة التي وجّهتها جهات محلية ودولية، بما في ذلك نداءات وجهها المركز خلال الأيام الماضية للمجتمع الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة، لإدخال تلك المعدات إلى القطاع المحاصر.
وأكد المركز أن استهداف معدات الإنقاذ يُعدّ امتدادًا لجريمة الإخفاء القسري التي تُمارس بحق آلاف المفقودين، من الأطفال والنساء وكبار السن، الذين لا تزال جثامينهم مدفونة تحت الأنقاض منذ أسابيع طويلة دون أن تتاح لذويهم فرصة دفنهم أو حتى معرفة مصيرهم.
نداء عاجل للتحرك الدولي
ودعا الدفاع المدني والمركز الحقوقي المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف هذه الانتهاكات وضمان حماية المعدات الإنسانية في غزة.
كما طالبوا بتحقيق مستقل في الجرائم المرتكبة ضد المدنيين وممتلكاتهم، مؤكدين أن استمرار استهداف المعدات الإنسانية يعكس سياسة ممنهجة لطمس الأدلة وتعقيد الجهود الدولية لتقديم المساعدات.