الولايات المتحدة تبدأ انسحابًا تدريجيًا من شمال شرق سوريا

شبكة مراسلين

بدأت الولايات المتحدة تنفيذ انسحاب تدريجي لقواتها من شمال شرق سوريا، حيث غادرت قافلة عسكرية تابعة للتحالف الدولي قواعد في ريف دير الزور الشرقي، بما في ذلك حقلا العمر النفطي وكونيكو للغاز، متجهة نحو محافظة الحسكة.
يأتي هذا التحرك بعد أقل من 48 ساعة من إرسال التحالف الدولي رتلًا عسكريًا إلى منطقة الرقة، ضمّ 25 شاحنة محمّلة بأنظمة مراقبة متطورة ومعدات عسكرية ولوجستية.

وفقًا لمصادر إعلامية، أخلت القوات الأمريكية ست قواعد عسكرية في شمال وشرق سوريا، بما في ذلك قواعد حقل العمر وكونيكو في دير الزور، مع الإبقاء على نشاط قاعدتين فقط: واحدة في البادية السورية والأخرى في محافظة الحسكة.
وتطلّب هذا الانسحاب تحريك نحو 1000 شاحنة لنقل المعدات الثقيلة إلى شمال العراق، في واحدة من أكبر عمليات الانسحاب المنظم خلال السنوات الأخيرة.

تقليص التواجد العسكري في سوريا

يأتي هذا التحرك في إطار استراتيجية أوسع أعلنتها وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، تقضي بتخفيض عدد القوات المنتشرة في سوريا إلى أقل من ألف جندي خلال الأشهر القادمة، مع إعادة تنظيم تلك القوات تحت قيادة “قوة المهام المشتركة – عملية العزم الصلب”. تعكس هذه الخطوة ميلاً أمريكيًا واضحًا نحو تقليص التواجد العسكري المباشر والانخراط بأشكال أخرى من التأثير في الملف السوري.

وفي السياق ذاته، كشف موقع Middle East Eye أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفضت ضغوطًا إسرائيلية للإبقاء على قوة أمريكية أكبر في شمال شرقي سوريا، في محاولة لتقييد النفوذ التركي المتصاعد في المنطقة. وبحسب شبكة NBC News ، أعرب ترامب والمسؤولون المقربون منه عن رغبتهم في سحب القوات من سوريا، ما دفع البنتاغون إلى دراسة إمكانية تنفيذ الانسحاب خلال فترة تتراوح بين 30 و90 يومًا.

تصريحات ترامب وردود فعل قوات “قسد”

في تصريحات سابقة، أكد ترامب أن سوريا لا تحتاج إلى تدخل أمريكي، مشيرًا إلى عدم نيّة واشنطن التورط المستمر في البلاد.
وفي المقابل، نفت “قوات سوريا الديمقراطية – قسد” تلقي أي خطط بشأن انسحاب القوات الأمريكية من شمال وشرق سوريا، مما يعكس حالة من الغموض حول مستقبل التعاون بين الجانبين.