
شبكة مراسلين
أعلن حزب “العمال الكردستاني” (PKK)، الاثنين، عن قراره بحل نفسه وإنهاء أكثر من 4 عقود من النشاط المسلّح ضد الدولة التركية، في خطوة وصفها الحزب بأنها تهدف إلى “إيصال القضية الكردية إلى نقطة الحل عبر السياسة الديمقراطية”، وفق بيان نشرته وكالة “فرات” الإخبارية المقربة منه.
ويأتي القرار بعد مؤتمر داخلي للحزب عُقد بين 5 و7 مايو الحالي في مواقع متفرقة بشمال العراق، حيث تم اتخاذ ما وصفتها القيادة الكردية بـ”قرارات تاريخية”، سيتم الإعلان عنها تباعاً خلال الأيام المقبلة.
مراقبة دقيقة وترحيب رسمي مشروط
من جانبه، رحب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بقرار الحزب، لكنه شدد على أن بلاده ستراقب “بحذر” تنفيذه على الأرض. وقال إردوغان في تصريحات تلفزيونية مساء الاثنين: “نعتبر هذا القرار مهماً من حيث تعزيز أمن بلادنا وسلام منطقتنا والأخوّة الأبدية لشعبنا”.
كما دعا إردوغان إلى توسيع القرار ليشمل كل الفروع المرتبطة بالحزب، مشيراً إلى أن تركيا لن تتنازل عن يقظتها الأمنية حتى التأكد من انتهاء النشاط الإرهابي بشكل كامل.
بدوره، قال المتحدث باسم حزب “العدالة والتنمية”، في منشور على منصات التواصل الاجتماعي، إن قرار الحزب “خطوة مهمة نحو تركيا خالية من الإرهاب”، وأضاف أن التنفيذ العملي والكامل للقرار سيكون “نقطة تحول”، وفق ما ذكرت وكالة “رويترز”.
“ليس نهايةً، بل بداية جديدة”
وفي كلمته أمام المندوبين في المؤتمر، أكد عضو اللجنة التنفيذية لحزب “العمال الكردستاني” دوران كالكان أن “هذه ليست النهاية؛ بل هي بداية جديدة”. وأشار إلى أن الأحزاب السياسية الكردية ستتحمل مسؤولية استكمال مسار تطوير الديمقراطية الكردية وبناء “أمة كردية ديمقراطية”.
وشدد البيان الصادر عن الحزب على ضرورة إعادة صياغة العلاقات بين تركيا وال Kurd “عبر الحوار السياسي وليس البندقية”، وهو ما يُقرأ على أنه توجه واضح نحو التسوية السلمية.
عبدالله أوجلان.. والمصير المجهول
لا يزال مصير زعيم الحزب عبد الله أوجلان (76 عاماً)، الذي يقبع في السجن منذ عام 1999، مجهولاً حتى الآن. لكن مسؤولاً في حزب “العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا، أكد أن هناك تدابير إدارية ستُتخذ بشأنه، تشمل تعيين ضابط لمساعدته داخل سجنه في جزيرة إيمرالي، وتخفيف ظروف الاعتقال، فضلاً عن زيادة وتيرة زياراته من عائلته ومن وفد سياسي يتبع لحزب “المساواة وديمقراطية الشعوب” (HDP).
وامتنع المسؤول التركي عن التعليق على إمكانية إطلاق سراح أوجلان، لكن التصريح يُعد أول مؤشر على أن الحكومة قد تكون مستعدة لاتخاذ خطوات رمزية في هذا الاتجاه.