أخبارسياسةعربي و دولي

ليبيا: اشتباكات طرابلس تخلف 58 قتيلاً ودمار واسع يعم أرجاء العاصمة

شبكة مراسلين

عادت الاشتباكات المسلحة إلى العاصمة الليبية طرابلس بعنف غير مسبوق، لتسقط خلالها 58 قتيلاً على الأقل، من بينهم 6 مدنيين، وأكثر من 93 جريحاً، في تصعيد خطير يهدد باستنزاف ما تبقى من استقرار هش في المدينة.

وأفادت وسائل إعلام ليبية بأن القتال اندلع بين ميليشيا “اللواء 444 قتال” التابعة لحكومة الوحدة المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، و”جهاز الردع” بقيادة عبد الرؤوف كارة، وذلك بعد محاولات من الحكومة لإنهاء نفوذ الجهاز عبر قرار حل أصدره الدبيبة، مما أدى إلى تصعيد متبادل واندلاع اشتباكات متفرقة في عدة أحياء بالعاصمة.

دمار واسع وتعطيل الحياة العامة

أدت الاشتباكات إلى تعطيل حركة الطيران المدني من وإلى مطار طرابلس الدولي، كما تم تعليق الدراسة في المدارس والجامعات، وإغلاق معظم المرافق الحكومية والمصالح العامة، في ظل تدهور الوضع الأمني.

كما علقت المؤسسة الوطنية للنفط وشركة الزويتينة للنفط العمل في مواقعهما داخل طرابلس، وحثت موظفيها على البقاء في منازلهم إلا للضرورة، فيما أدان مجلس طرابلس البلدي تحول “وسط العاصمة إلى ساحة قتال”، وانتقد غياب سياسة واضحة لدى الحكومة في التعامل مع ملف السلاح المنتشر بين الميليشيات.

محاولات التهدئة تتصاعد

في محاولة لتخفيف حدة التوتر، أعلنت وزارة الدفاع في حكومة الدبيبة عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في محور الغيران – جنزور، مؤكدة أن اللواء 52 تم تكليفه بتأمين بوابة جنزور، ضمن خطة لنشر وحدات نظامية محايدة في نقاط التماس لمنع أي خروقات.

كما أفاد المتحدث باسم الوزارة أن وقف إطلاق النار بدأ فعلياً في جميع محاور التوتر داخل العاصمة، لكن هذا لم يمنع استمرار الاشتباكات sporadically في بعض المناطق، خاصة بعد دخول تعزيزات مسلحة من مدينة الزاوية لدعم “جهاز الردع”، الذي تمكن من استعادة معظم مقاره واستعادة انتشاره في مواقع استراتيجية.

نداءات إنسانية وتحذيرات دولية

ناشدت “وحدة الإسعاف والطوارئ” كافة الأطراف المتحاربة إعلان هدنة إنسانية فورية، وفتح ممرات آمنة لإجلاء المدنيين العالقين في مناطق الاشتباك، مشيرة إلى الصعوبات الكبيرة التي تواجه فرق الإنقاذ في الوصول إلى الجرحى والمحتاجين للمساعدة الطبية.

في المقابل، دعت البعثة الأممية في ليبيا (UNSMIL) إلى “خفض التصعيد فوراً”، وحثت الأطراف على ضرورة العودة إلى الحوار، بينما حذّرت مصر ودول أخرى من تفاقم الأوضاع وتحول العاصمة إلى ساحة صراع دائم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews