أخبارسياسةعربي و دولي

غزة: مأساة إنسانية تتجدد في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي

شبكة مراسلين
تقرير: وليد شهاب

في ليلة دامية جديدة، شهد شمال قطاع غزة سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية العنيفة التي أودت بحياة العشرات وألحقت دماراً واسعاً في المناطق المستهدفة، حيث تواصل آلة الحرب الإسرائيلية حصد الأرواح دون رحمة، تاركة خلفها مئات الضحايا من الشهداء والجرحى والمفقودين تحت الأنقاض، في مشهد يتكرر يومياً منذ أشهر دون أي اعتبار للقوانين الدولية أو الحدود الإخلاقية.

مجازر متواصلة في شمال غزة

مع ساعات الفجر الأولى من يوم الجمعة، انطلقت صفارات الإنذار في سماء بيت لاهيا وجباليا وتل الزعتر، تليها دويّ الانفجارات التي هزت الأرض وأسقطت المنازل فوق رؤوس ساكنيها، حيث استهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي مناطق سكنية مكتظة بالمدنيين، بينهم أعداد كبيرة من النازحين الذين لجأوا إلى تلك المناطق هرباً من القصف السابق، ولم يجدوا أمامهم سوى الموت الجماعي تحت وطأة القنابل الإسرائيلية.

وتشير التقارير الواردة من داخل القطاع إلى أن المستشفى الإندونيسي في شمال غزة قد امتلأ بالشهداء والجرحى الذين تم انتشالهم من تحت الأنقاض، فيما لا تزال فرق الدفاع المدني تحاول الوصول إلى عشرات المفقودين المحاصرين تحت الركام، وسط عجز شديد في الإمكانيات الطبية والإنقاذية بسبب الحصار المفروض على القطاع منذ أشهر.

استهداف متعمد للمدنيين والمرافق الآمنة

من بين الأحداث الأكثر إيلاماً في هذه الليلة الدامية، قصف منزل عائلة الزيناتي في مخيم جباليا، حيث دفن أفراد العائلة تحت أنقاض منزلهم دون أن تتمكن فرق الإنقاذ من الوصول إليهم في الوقت المناسب، كما حاصرت قوات الاحتلال مدرسة كانت تؤوي نازحين في منطقة السلاطين، في إشارة واضحة إلى سياسة التطهير العرقي الممنهجة التي ينتهجها الكيان الصهيوني ضد سكان غزة.

أما في خان يونس جنوب القطاع، فقد استهدفت الطائرات الإسرائيلية خيام النازحين في منطقة المشروع، مما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى بين عائلات كانت تبحث عن ملاذ آمن بعيداً عن مناطق القتال، لكن يبدو أن لا مكان في غزة يخلو من خطر القصف، حيث تتحول كل بقعة إلى ساحة للموت المفاجئ تحت سماء لا ترحم.

حصيلة مرعبة لأيام من العدوان

وفقاً للإحصائيات الأولية، فقد ارتقى أكثر من 136 شهيداً في غضون أربع وعشرين ساعة فقط، بينما تجاوز عدد الشهداء في الأيام الثلاثة الماضية ثلاثمائة قتيل، بالإضافة إلى أكثر من خمسمائة جريح، معظمهم من الأطفال والنساء، في مشهد يكرر فصول المأساة الإنسانية التي يعيشها القطاع منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر – تشرين الأول.

ولا تزال الأوضاع الإنسانية في غزة تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والدواء والمستلزمات الأساسية، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي الذي يحول دون وصول المساعدات الإنسانية، مما يزيد من معاناة الجرحى والمصابين الذين يموتون بشكل يومي بسبب عدم توفر الرعاية الطبية الكافية.

حرب إبادة بلا نهاية

منذ انطلاق العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، تجاوز عدد الضحايا مئة واثنين وسبعين ألف شهيد وجريح، في حرب تشكل واحدة من أبشع جرائم القرن الحادي والعشرين، حيث يتم تدمير البنى التحتية وقتل المدنيين بشكل ممنهج، دون أي تحرك دولي حقيقي لوقف هذه المجازر.

وفي الوقت الذي تستمر فيه المقاومة الفلسطينية في الصمود رغم كل التحديات، يبقى السؤال الأكبر: إلى متى ستستمر هذه المأساة الإنسانية؟ وإلى أي مدى ستتغاضى دول العالم عن مشاهد القتل اليومي لأبرياء لا حول لهم ولا قوة.

تبقى غزة تقاوم، لكن ثمن المقاومة يدفعه الأطفال والنساء والعجزة، الذين يدفنون تحت أنقاض منازلهم كل يوم، في صمت العالم وصمته المطبق الذي يشكل تواطؤاً صريحاً مع جرائم الحرب الإسرائيلية.

خاص - مراسلين

شبكة مراسلين هي منصة إخبارية تهتم بالشأن الدولي والعربي وتنشر أخبار السياسة والرياضة والاقتصاد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews