سودانيون للمجتمع الدولي بعد إجلاء رعاياه: تخليتم عنا وأصبحنا بين مطرقة وسندان

ما أن غادرت رعايا 25 دولة أجنبية، وعربية، السودان، حتى بدأ عشرات الألاف من السودانيين في الخرطوم موجات نزوح من العاصمة إلى ولايات أكثر أمنا، ومحاولة الهروب لدول أخرى مثل مصر وجيبوتي عبر الحدود، بعدما تجددت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مواقع عدة بالخرطوم، اليوم الأحد، بالتزامن مع تسارع عمليات إجلاء الرعايا والدبلوماسيين الأجانب.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية مقتل 420 شخصا وإصابة 3700 آخرين في السودان منذ اندلاع المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع منتصف الشهر الجاري، فضلا عن انقطاع الخدمات العامة وأهمها انقطاع التيار الكهربائي ونقص مياه الشرب في العديد من أحياء العاصمة السودانية، وانقطاع الانترنت.
بين مطرقة وسندان
وأعرب سودانيون لـ “شبكة مراسلين”، عن تشاؤمهم في الأيام القادمة، بعد جلاء بعثات ورعايا أكثر من 25 دولة أجنبية خارج البلاد.
ودفعت المعارك الدائرة في السودان الكثير من الدول إلى إجلاء رعاياها أو موظفي سفاراتها برا وجوا وبحرا.
وقال محمد البكري في تصريحات لـ “شبكة مراسلين”، إن السودانيين ينتظرهم بعد إجلاء الرعايا الأجانب، أياما صعبة، بعدما كان عدد من الدول الخارجية تعمل على إنقاذ رعاياها، وتطالب بوقف القتال، خوفا على الاجانب المقيمين بالسودان.

وأضاف أن وجود الأجانب في السودان، كان يضغط على دولهم للتواصل مع قادة الجيش السوداني والدعم السريع، لوقف إطلاق النار، وتخصيص طرق آمنة لخروج المدنيين، وإجلاء رعايا هذه الدول.
فيما قالت بسمة حميد، إن بالرغم من الضغوط الخارجية على قادة الجيش والدعم السريع، كان هناك كسر للهدنة، فما بالنا بعد إجلاء الرعايا الأجانب، مؤكدا أن السودانيين ينتظرهم مستقبل صعب.
وأضاف حميد، أن المجتمع الدولي تخلى عن السودانيين، وتركهم بين مطرقة وسندان، معتقدة أن فاتورة الدماء ستزيد خلال الأيام القادمة، وسيدفعها حتما المدنيون.
بينما تحول المطار الرئيسي في العاصمة الخرطوم لمسرح لمعارك عنيفة والذي يخضع لسيطرة قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش، تجري بعض عمليات الإجلاء من بورتسودان على البحر الأحمر، على مسافة 850 كيلومترًا(530 ميلًا) بالسيارة من الخرطوم.
فيما يأتي نظرة عامة على الإجراءات التي اتخذتها دول الأحد لنقل رعاياها العالقين في البلاد إلى بر الأمان.
دول نجحت في إجلاء رعاياها
ووصل أكثر من 150 شخصا من السعوديين ورعايا دول أخرى بحرا الى جدة السبت، في أول عملية إجلاء معلنة لمدنيين من السودان منذ اندلاع المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع قبل أسبوع، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية السعودية.
وأفادت الوزارة بأن القوات البحرية السعودية، وبالتعاون مع أفرع عسكرية أخرى، أجلت “91 مواطنا، فيما بلغ عدد الأشخاص الذي تم إجلاؤهم من الدول الشقيقة والصديقة نحو 66 شخصا” من 12 بلدا هي الكويت وقطر والإمارات ومصر وتونس وباكستان والهند وبلغاريا وبنغلادش والفلبين وكندا وبوركينا فاسو.
كما أرسل الجيش الأمريكي الأحد ثلاث مروحيات من طراز شينوك لإجلاء موظفي السفارة الأمريكية من الخرطوم.
وشارك أكثر من 100 جندي أمريكي في عملية لإجلاء نحو 100 شخص بعدما أرسلت المروحيات من جيبوتي إلى إثيوبيا فالسودان حيث بقيت على الأرض لأقل من ساعة.
ولا يزال آلاف المواطنين الأمريكيين يحمل عدد منهم جنسية أخرى، في البلاد.
وأجلت فرنسا نحو مئة شخص من السودان على أن يتبعهم مئة آخرون على ما أفاد مصدر دبلوماسي. ويعتقد أن نحو 250 مواطنًا فرنسيًا يقيمون في هذا البلد.
كما أعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الأحد أن الجيش البريطاني قام بإجلاء موظفي السفارة البريطانية وعائلاتهم من السودان.
وقال سوناك في تغريدة على تويتر “أنهت القوات العسكرية البريطانية عملية إجلاء سريعة ومعقدة للدبلوماسيين البريطانيين وعائلاتهم من السودان وسط تصعيد كبير لأعمال العنف وتهديدات لموظفي السفارة”.
وبدأت تركيا عملياتها فجر الأحد حيث نقلت نحو 600 من رعاياها برا من اثنين من أحياء الخرطوم ومدينة ود مدني الجنوبية.
وأعلن الاتحاد الأوروبي الجمعة إنه “يحاول تنسيق عملية لإجلاء مدنيينا من المدينة التي بات الوضع فيها الآن في غاية الخطورة”. ولسبع دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي بعثات في السودان.

وبدأت إيطاليا الأحد عملية إجلاء رعاياها من السودان، ورعايا من سويسرا وأعضاء في سفارة الكرسي الرسولي.
وقال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني لقناة “راي 3” “قمنا بالتواصل مع 140 إيطاليا يتواجدون في السودان، ونقوم بكل ما هو ممكن لضمان سلامتهم”.
وقالت وزارة الخارجية الهولندية إنها “تشارك في عملية إجلاء دولية” حيث قال وزير الخارجية ووبكي هوكسترا إن الفرق “ستبذل قصارى جهدها لجمع الهولنديين بأسرع ما يمكن وبأمان”.
من جهتها، أعلنت ألمانيا الأحد بدء عملية إجلاء رعاياها من السودان. وأوضحت وزارتا الخارجية والدفاع على تويتر “هدفنا هو نقل أكبر عدد ممكن من الرعايا (الألمان) من الخرطوم في ظل هذا الوضع الخطر في السودان. ضمن إمكاناتنا، سننقل أيضا رعايا من الاتحاد الأوروبي ومن دول أخرى معنا”.
فيما قال وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس الأحد إن رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس أمر بإرسال طائرات وقوات تابعة لسلاح الجو إلى مصر للمشاركة في عملية محتملة لإجلاء رعايا يونانيين وقبارصة من السودان.
كما قام عدد من الدول العربية من بينها الأردن والعراق بإجلاء عدد من رعاياها داخل السودان، ومن الدول الأجنبية الأخرى التي تستعد لعمليات الإجلاء أندونيسيا كوريا الجنوبية واليابان اللتان نشرتا قوات في دول مجاورة.