علي زم/ طهران
وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم السبت تهديداً إلى أفغانستان قائلاً إنه في حال لم يتم تسليم القاعدة إلى واشنطن، فإن «أحداثاً سيئة» ستقع.
وكتب ترامب يوم السبت في منصته الاجتماعية «تروث سوشال»: «إذا لم تُعد أفغانستان قاعدة باغرام الجوية إلى الذين قاموا ببنائها، أي الولايات المتحدة الأميركية، فإن أحداثاً سيئة ستقع».
وكان ترامب قد شدد أيضاً يوم الخميس خلال زيارته إلى بريطانيا على أن الولايات المتحدة تسعى لاستعادة السيطرة على قاعدة باغرام، مضيفاً: «هذه القاعدة لا تبعد سوى ساعة واحدة عن المكان الذي تصنع فيه الصين أسلحتها النووية».
وتعد قاعدة باغرام أكبر قاعدة جوية في أفغانستان، ولعبت دوراً رئيسياً خلال الغزو الأمريكي لهذا البلد عام 2001 عقب هجمات 11 سبتمبر.
تضم القاعدة مدرجين رئيسيين، أحدهما يبلغ طوله 3602 متر وعرضه 46 متراً، وهو مجهز لاستقبال الطائرات العسكرية الضخمة، بما في ذلك طائرة «لوكهيد سي-5 غالاكسي» (Lockheed C-5 Galaxy)، وهي أكبر طائرة نقل في الجيش الأميركي.
وقد وقعت القاعدة في أيدي طالبان عام 2021 بعد انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان. وسبق أن انتقد ترامب مراراً طريقة انسحاب القوات، واصفاً إياها بأنها من أسوأ الأحداث في تاريخ الولايات المتحدة.
ورغم مزاعم ترامب بأن الولايات المتحدة هي التي أنشأت القاعدة، فإن قاعدة باغرام الجوية بُنيت في خمسينيات القرن الماضي في بدايات الحرب الباردة من قِبل الاتحاد السوفييتي. وفي ثمانينيات القرن ذاته، خلال الغزو السوفييتي لأفغانستان، كانت قاعدة باغرام المقر الرئيسي للفرقة الأربعين في الجيش الأحمر.
من جانبه، كتب ذاكر جلال، أحد مسؤولي وزارة الخارجية الأفغانية، يوم الخميس عبر منصة «إكس»: «تحدث دونالد ترامب عن صفقة بشأن باغرام. ترامب بعيداً عن السياسة، هو رجل أعمال ناجح ومفاوض بارع، ويطرح مسألة استعادة باغرام في إطار صفقة. أفغانستان والولايات المتحدة بحاجة إلى التعامل مع بعضهما، ويمكنهما إقامة علاقات اقتصادية وسياسية على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، من دون أن يكون للولايات المتحدة أي وجود عسكري داخل أفغانستان».
وأضاف جلال: «الوجود العسكري لم يُقبل تاريخياً من جانب الأفغان، وقد تم رفض هذا الاحتمال بشكل كامل خلال محادثات واتفاق الدوحة؛ ومع ذلك، تظل أبواب أشكال أخرى من التعاون مفتوحة».
ورأى محللون أن استعادة السيطرة على قاعدة باغرام العسكرية ستتطلب نشر آلاف الجنود الأميركيين وإنفاق مبالغ ضخمة على إعادة إعمارها وتأمينها.
