
روما – مراسلين
أطلق أكثر من 550 قسيسًا ورجل دين مسيحي حول العالم حملة دولية تحت شعار “قساوسة ضد الإبادة الجماعية” تدعو إلى وقف الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، والتنديد بالانتهاكات الإنسانية المستمرة بحق السكان هناك.
بدأت المبادرة في إيطاليا، بقيادة القس رينو ماريسكا، الذي أبدى تضامنه بشكل رمزي بارتداء رداء يحمل ألوان العلم الفلسطيني خلال قداس عيد القربان. وسرعان ما انضم إليها رجال دين من عدة دول، مؤكدين أن الصمت لم يعد خيارًا أمام المآسي التي يعيشها الفلسطينيون المحاصرون في غزة. تتخذ الحملة من صورة الطفل الفلسطيني محمد زكريا، الذي استشهد جوعًا في القطاع، رمزًا لها، وهي الصورة التي صممها الفنان الإيطالي جيانلوكا كوستانتيني المعروف بأعماله المناهضة للحروب.
وفي خطوة لافتة، ينظم المشاركون وقفة صلاة ومسيرة في روما في 22 سبتمبر/أيلول، بالتزامن مع اختتام أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويتوجهون خلالها إلى البرلمان الإيطالي لرفع صلاة “الأبانا” باللغة العربية، واستماع شهادات عن أرواح ضحايا الحرب الفلسطينية.
وتأتي هذه التحركات في وقت تؤكد الأمم المتحدة وجود كارثة إنسانية وشيكة بسبب استمرار الحصار والقصف، وسط دعوات دولية متزايدة لوقف إطلاق النار وفتح ممرات إنسانية.
وأصدرت شبكة “كهنة ضد الإبادة الجماعية” بيانًا أكدت فيه تمسكها بقيم الرحمة والإنسانية، مستلهمةً موقفها من الإنجيل في الفصل 25 من إنجيل متى، معتبرة أن معاناة الفلسطينيين هي تجسيد لحضور المسيح مع الفقراء والمظلومين.
كما أطلقت الحملة شعارًا جديدًا هو “مات المسيح في غزة”، مع وعد بالصلاة الجماعية وإدانة جرائم الحرب، ودعم التضامن بين المجتمعات المسيحية والإسلامية في الأرض المقدسة، قائلة إن الصمت تجاه هذه المآسي لا يمكن قبوله.
وخلال مؤتمر صحفي، قال الأب بيترو روسيني: “نحن لا نتحدث كسياسيين، بل كقساوسة مؤتمنين على كرامة كل حياة إنسانية. رسالتنا ليست ضد أحد، بل من أجل الحياة والسلام”.
محمد سعيد طحان