أخبار

اقتحام مخيم “الغرباء” في إدلب السورية: حملة أمنية ضد زعيم جهادي متهم بالخطف والابتزاز

أحمد العكلة- مراسلين

سوريا – اقتحمت قوات الأمن السورية مخيم “الفرنسيين”، معقل كتيبة “الغرباء” الجهادية في بلدة حارم غرب إدلب، صباح اليوم الأربعاء.

وبحسب مصادر أمنية فإن الهدف الرئيسي من العملية هو اعتقال عمر أومسين، الزعيم الفرنسي من أصول سنغالية (45 عامًا)، المتهم بجرائم خطف وابتزاز تثير الرعب بين سكان المخيم.

واندلعت اشتباكات عنيفة استمرت ساعات، مع تبادل إطلاق نار كثيف واستخدام أسلحة ثقيلة.

بدوره، أفاد العميد غسان باكير، قائد الأمن الداخلي في إدلب، أن العملية جاءت “استجابة عاجلة لشكاوى الأهالي”، مشيرًا إلى تطويق المخيم ونشر نقاط مراقبة لتأمين المداخل.

طائرات “شاهين” الاستطلاعية حلقت فوق المنطقة ليلاً، مما ساعد في تتبع تحركات أومسين الذي تحصن داخل المخيم رافضًا التسليم.

الشرارة الأخيرة كانت خطف طفلة فرنسية (10 سنوات) من والدتها، التي حاولت مغادرة المخيم. اتهم أومسين الأم بـ”الكفر”، لكن تسجيلًا مسربًا كشف مفاوضات مالية لإطلاق سراحها مقابل 20 ألف يورو. قبل أسبوعين، أصدر أومسين حكمًا بجلد امرأة فرنسية من أصول مغربية (40 عامًا) 40 جلدة أمام زوجها، بتهمة “خيانة” لمساعدتها أطفالًا على الهروب.

يسيطر أومسين على المخيم بقبضة حديدية، مفروضًا تعليمًا دينيًا منفصلاً ومنعًا للاتصال بالخارج، مما حول المكان إلى سجن مفتوح لعشرات المقاتلين الأوروبيين والأفارقة بحسب مصادر أمنية سورية.

من هو عمر أومسين؟

هاجر أومسين من السنغال إلى فرنسا طفلاً، وعمل في مطاعم قبل انتقاله إلى سوريا عام 2013. انضم إلى جبهة النصرة، ثم شكل كتيبة “الغرباء” التي تجند 80% من الجهاديين الناطقين بالفرنسية. صنفته واشنطن “إرهابيًا عالميًا” عام 2019، وقضى 17 شهرًا في سجون هيئة تحرير الشام بتهم مشابهة.

بدورها، أصدرت الكتيبة الفرنسية بيانًا يهدد بـ”تصعيد الجهاد”، متهمة الحكومة السورية بالعمالة للغرب وفرنسا. في المقابل، يحذر خبراء من أن نجاح العملية قد يفكك الخلية، لكن فشلها يهدد بفوضى داخلية في إدلب، مع خطر عودة هؤلاء الجهاديين إلى أوروبا عبر تجنيد إلكتروني.

تقارير أولية تتحدث عن مقتل ثلاثة من مقاتلي الكتيبة وإصابة اثنين من الأمن، مع محاصرة كاملة للمخيم، فيما يعبر سكان حارم عن مخاوفهم من “دوامة عنف” قد تمتد إلى المناطق المجاورة، مطالبين حماية المدنيين والأطفال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews