مسؤول يكشف فساد بمليارات في هيئة البريد بصنعاء الخاضعة للحوثيين.. ومصيره الإعتقال
ضيف الله الطوالي – مراسلين
اليمن – في خطوة وصفت بـ”الجريئة والمحفوفة بالمخاطر”، فجّر المهندس ريدان الرحبي، رئيس قسم الدعم الفني في الهيئة العامة للبريد بالعاصمة اليمنية صنعاء، التي تسيطر عليها جماعة الحوثي، فضيحة فساد مالي واسعة تجاوزت قيمتها مليارات الريالات اليمنية. وقد اختار الرحبي بث كشفه هذا عبر مقاط فيديو من داخل مقر عمله.
ووصف الرحبي الفساد الذي شهده بأنه “نقطة في بحر”، مؤكداً أن قيادات حوثية متنفذة تمارس “نهباً ممنهجاً” للمال العام داخل المؤسسة في ظل غياب كامل لأي رقابة فاعلة. وبرر إقدامه على الكشف عن هذه التجاوزات بشعوره بالمسؤولية الوطنية، رغم إدراكه التام للمخاطر التي تهدد حياته وسلامته الشخصية.
الاختلاسات التي كشف عنها الرحبي التي تتمثل في مبالغ ضخمة تُقدر بإجمالي سبعة مليارات ريال، ومنها ثلاثة مليار من أجل العمل على برنامج (محفظة) خاصة بالبريد اليمني وبينما من المفترض تجهز خلال ثلاثة أشهر فقد أخذت ثلاث سنوات، متهماً بذلك أحد قطاع وزارة الاتصالات.
وعلى الرغم من إعلان جماعة الحوثي عن “مدونة سلوكية” يُفترض أن تحمي المبلّغين عن الفساد، إلا أن المهندس الرحبي تعرض على الفور لإجراءات عقابية؛ حيث تمت إحالته إلى مجلس تأديبي وخضع لسلسلة من التحقيقات المكثفة، في خطوة وصفت بأنها محاولة للتنكيل به وتكميم فمه بدلاً من محاسبة المتورطين، ووصفها السلوك بالسلوك “الصهيوني” قائلاً: “نحن هنا غزة مصغرة، وهم اليهود والصهاينة”
تأتي هذه الفضيحة لتزيد من حدة الغضب الشعبي المتصاعد ضد ممارسات جماعة الحوثي في مناطق سيطرتها، وتؤكد الاتهامات المتكررة بنهب موارد الدولة والمؤسسات العامة، وانقطاع الخدمات الأساسية من صرف مرتبات الموظفين وغيرها. وقد دفع الكشف الصادم بتجدد العديد من الدعوات للمطالبة بفتح تحقيق شامل ومحاسبة القيادات المتورطة، والكشف عن ملفات الفساد الأخرى في كافة المؤسسات الخاضعة لسيطرة الجماعة.
ويأتي هذا في ظل نشر سياسة نشر الخوف يتمثل ذلك في قمع الاصوات المنددة بالأوضاع التي يمر بها المواطنون، فقد تُعتقل بمجرد عمل منشور على إحدى صفحات التواصل الاجتماعي.
