المفوضية الأوروبية تؤكد إستمرار تجميد مفاوضات إنضمام تركيا… وأنقرة تتهم بروكسل بالإنحياز

ريتا الأبيض – مراسلين

إسطنبول – أكدت المفوضية الأوروبية في تقريرها السنوي الصادر ضمن حزمة التوسيع لعام 2025، أن مفاوضات انضمام تركيا إلى الإتحاد الأوروبي ما تزال في حالة جمود فعلي منذ عدة سنوات، مشيرة إلى أن أنقرة لم تُحرز تقدماً ملموساً في ملفات سيادة القانون، واستقلال القضاء، وحرية التعبير، وحقوق الإنسان، وهي مجالات تُعدّ أساسية في مسار الإنضمام إلى الإتحاد.

وقالت المفوضية في التقرير إن “عملية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي لا يمكن أن تُستأنف في ظل غياب إصلاحات جوهرية وضمانات كافية لحقوق المواطنين والمؤسسات الديمقراطية”، لافتة إلى أن “الابتعاد المستمر عن المعايير الأوروبية يجعل من الصعب إحراز أي تقدم في الوقت الراهن”.

كما أشار التقرير إلى أن العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا تتسم بالتعقيد والتوتر، لا سيما في ملفات شرق البحر المتوسط، والهجرة، والعلاقات مع بعض الدول الأعضاء، لكنه أكد في الوقت نفسه أهمية استمرار التعاون في المجالات الاقتصادية والأمنية والطاقة.

أنقرة ترفض التقرير وتصفه بـ”المنحاز”

من جانبها، رفضت تركيا بشدة ما ورد في التقرير الأوروبي، ووصفت تقييم المفوضية بأنه “غير موضوعي ومنحاز سياسياً”، مشيرة إلى أنه “يتجاهل الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة التركية لتعزيز الإصلاحات الداخلية والتعاون مع الاتحاد في القضايا المشتركة”.

وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية التركية أن التقرير “يفتقر إلى التوازن ويعكس وجهة نظر سياسية ضيقة داخل الاتحاد الأوروبي”، مضيفاً أن “أنقرة لا تزال ملتزمة بهدفها الاستراتيجي المتمثل في الانضمام الكامل إلى الاتحاد، رغم العراقيل السياسية التي تواجهها”.

وأكدت الخارجية أن “تركيا تتوقع من مؤسسات الاتحاد الأوروبي تبني نهج عادل وموضوعي، يعترف بمساهماتها الحيوية في الأمن الإقليمي والدولي، بدلاً من تكرار انتقادات لا تخدم العلاقات بين الجانبين”.

جمود مستمر منذ عام 2018

يُذكر أن مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي بدأت رسمياً عام 2005، لكنها توقفت فعلياً عام 2018 بعد تدهور العلاقات بين الطرفين على خلفية قضايا تتعلق بالديمقراطية وحقوق الإنسان، إلى جانب الخلافات حول التنقيب في شرق المتوسط والعلاقات مع قبرص واليونان.

ورغم ذلك، تبقى تركيا دولة مرشحة رسمياً للعضوية، ويؤكد الطرفان بين الحين والآخر استعدادهما للحوار، إلا أن المواقف المتباعدة والملفات العالقة تحول دون تحقيق تقدم ملموس في هذا المسار.