
شروق سعد – مراسلين
عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء أمس الإثنين، في البيت الأبيض، لقاءً ثنائياً “تاريخياً” مع الرئيس السوري أحمد الشرع، في أول زيارة لرئيس سوري إلى العاصمة الأمريكية منذ استقلال البلاد عام 1946. ويُعد هذا اللقاء تتويجًا لعام من التطورات المفصلية في العلاقات بين البلدين عقب الإطاحة بالنظام السابق.
تناولت المباحثات التي جرت بين الرئيسين لأكثر من ساعة ونصف ملفات حاسمة تهدف إلى طي صفحة الماضي وبدء مرحلة جديدة من التعاون، أبرزها:
بحث سبل الإلغاء الدائم للعقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، ولا سيما “قانون قيصر”، لدعم جهود التعافي الاقتصادي وإعادة الإعمار في البلاد التي أنهكتها سنوات الحرب.
كما كان ملف انضمام سوريا للتحالف الدولي ضد داعش أحد العناوين الأساسية
كما بحث الرئيسان التوصل إلى اتفاق أمني بين سوريا وإسرائيل بهدف تعزيز الاستقرار في المنطقة.

وأفادت مصادر مطلعة بأن الاجتماع كان مغلقاً وسادت خلاله “أجواء ودية وبناءة”، حيث أشاد الرئيس ترامب بـ “القيادة السورية الجديدة” وجهودها في تحقيق الاستقرار. كما أكد ترامب دعم الولايات المتحدة لـ “جهود النهضة والاستثمار” في سوريا.
وقد أسفر اللقاء عن تفاهمات مهمة تزامنت مع إجراءات فعلية من وزارة الخزانة الأمريكية التي أعلنت تعليقاً جزئياً ومؤقتاً لبعض العقوبات لمدة 180 يوماً إضافية وتسهيل نقل السلع الأمريكية المنشأ للاستخدام المدني واليرمجيات والتكنولوجيا الى داخل سوريا وأبقت على العقوبات المرتبطة بالمعاملات مع روسيا وأيران بهدف دعم الاستقرار والتعافي الاقتصادي في سوريا.
كما أعلن وزير الاعلام السوري أن سوريا وقعت مؤخرا إعلان تعاون سياسي مع التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم “داعش” الإرهابي واعلن عن إعادة افتتاح السفارة السورية رسميا في واشنطن بعد اكثر من عقد على الاغلاق
وعلقت وزارة الخارجية والمغتربين السورية في بيان لها عقب اللقاء أن القمة تمثل “بداية مرحلة جديدة من التعاون” بين دمشق وواشنطن. وركز البيان على ضرورة رفع العقوبات المفروضة على سوريا لتمكينها من الانطلاق في جهود إعادة الإعمار، مع الإشارة إلى أن جدول الأعمال تضمن تعزيز العلاقات الثنائية والشراكة في مكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار الإقليمي والمضي قدما في تنفيذ اتفاق العاشر من آذار مع قوات سوريا الديمقراطية ودمجها بالجيش العربي السوري كمل أعلنت عن عقد لقاء بتوجيه من ترامب بين وزراء خارجية البلدين إضافة لوزير الخارجية التركي هاكان فيدان
وفي تعليق على اللقاء عبر ترامب عن رغبته في “رؤية سوريا ناجحة للغاية واعتقد ان قائدها قادر على ذلك ” وأنه “على وفاق مع الرئيس السوري” وصرح بأن إعلانات بشأن سوريا ستصدر قريبا وأشار إلى مسعاه لتحقيق التفاهم بين سوريا وإسرائيل
وتأتي زيارة الشرع إلى واشنطن بعد عدة أيام من رفع اسمه من القائمة الأمريكية السوداء للإرهاب، وبعد لقاءين سابقين مع الرئيس ترامب، الأول في الرياض والثاني على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. ويُنظر إلى هذا اللقاء على أنه خطوة كبرى في مسعى الرئيس الشرع لإنهاء العزلة الدولية لسوريا وتأمين التمويل اللازم لإعادة الإعمار.




