أخبار

غارة على محيط مخيم عين الحلوة… سقوط شهداء وتصعيد في الخطاب الإسرائيلي

ريتا الأبيض – مراسلين

شهد محيط مخيم عين الحلوة توترًا كبيرًا بعد غارة مفاجئة استهدفت إحدى النقاط القريبة منه، ما أدّى إلى سقوط شهداء وإصابات في صفوف المدنيين، وسط حالة استنفار وانتشار واسع لفرق الإسعاف في المنطقة. وشوهدت حركة غير اعتيادية في مداخل المخيم مع استمرار الغموض حول طبيعة الجهة المستهدفة ودوافع هذا التصعيد.

وبحسب مصادر ميدانية، فإن الضربة جاءت في توقيت حساس تشهده الساحة اللبنانية، الأمر الذي أثار حالة من القلق بين السكان، خاصة في ظل تزايد حدّة التوتر خلال الأيام الماضية. وحتى الآن، لا تزال التفاصيل الدقيقة حول طبيعة الهدف غير واضحة، فيما تستمر الجهات المعنية في تقييم الأضرار وإحصاء الضحايا.

وفي سياق متصل، صعّد وزير جيش الاحتلال يوآف كاتس لهجته باتهامات مباشرة للحكومة اللبنانية، معتبرًا إياها “مسؤولة عن وجود معسكرات إرهابية داخل المخيمات”، ومشيرًا إلى أن الأوامر صدرت “بتحييد أي مبانٍ تُعتبر أهدافًا إرهابية”.

ومع تواصل هذه التداعيات الميدانية والسياسية، بدأت تتكشف روايات جديدة من داخل الإعلام الإسرائيلي حول طبيعة الموقع المستهدف، في الوقت الذي ارتفعت فيه حصيلة الشهداء واشتدت حدّة المواقف المرافقة للغارة.

ففي تطوّر لافت، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤولين في الجيش الإسرائيلي قولهم إن الموقع الذي ضُرب داخل المخيم هو “مركز تدريب” كان، وفق زعمهم، “خاضعًا للمراقبة الطويلة”، وأن “مديرية المخابرات” كانت تنتظر لحظة تجمع عدد من العناصر لتنفيذ الضربة، ما يعكس نية مسبقة للتصعيد.

لكن هذه الرواية قابلتها مصادر فلسطينية بنفي شديد، مؤكدة أن الاستهداف طال ملعبًا مغلقًا يرتاده المدنيون، وأن الشهداء هم من أبناء المخيم وليس بينهم أي شخصية قيادية، واصفة السردية الإسرائيلية بأنها “تبرير لمجزرة واضحة”.

من جانبها، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن الحصيلة الأولية بلغت 13 شهيدًا على الأقل، إضافة إلى عشرات الجرحى بينهم حالات خطرة، في واحدة من أعنف الضربات الإسرائيلية على لبنان منذ اتفاق وقف إطلاق النار. وتواصل فرق الإسعاف عمليات البحث عن مفقودين تحت الأنقاض.

وفي موازاة ذلك، صعّد كاتس مجددًا بقوله: “لم تعد هناك اعتبارات إنسانية في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان”، في تصريح اعتُبر مؤشراً على احتمال توسّع دائرة الاستهداف.

وردًا على الغارة، أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية في صيدا الإضراب والحداد العام، فيما أصدرت فعاليات لبنانية بيانات إدانة حذّرت فيها من خطورة فتح جبهة واسعة في الجنوب في توقيت بالغ الحساسية.

وترى مصادر سياسية أن الغارة تحمل رسائل تتجاوز “هدفًا عسكريًا محدودًا”، خاصة أنها جاءت بعد ساعات من نقاشات دولية حول الأوضاع في لبنان، وفي ظل تهديدات إسرائيلية متواصلة. وبين تضارب الروايات واستمرار عمليات الإنقاذ، يبقى مخيم عين الحلوة يعيش صدمة المشهد، فيما تتجه الأنظار إلى ما إذا كانت الغارة مقدمة لمرحلة جديدة من التصعيد في الجنوب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews