
ضيف الله الطوالي – مراسلين
تشهد محافظة حضرموت الواقعة في الجزء الشرقي من اليمن على ساحل البحر العربي، الشريان النفطي للبلاد، تصعيداً خطيراً ينذر بانفجار وشيك، حيث ارتفعت حدة التوترات بين حلف قبائل حضرموت، الذي يتبنى خيار الحكم الذاتي، وبين المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً.
المشهد بات على أعتاب مواجهة عسكرية مفتوحة، في ظل حشد متبادل للقوات وخطاب متشدد يهدد بتقويض الاستقرار النسبي الذي نعمت به المحافظة طويلاً، والتي تُعد أكثر من ثلث مساحة البلاد، وتتبع سلطة الحكومة الشرعية التي يندرج ضمنها المجلس الانتقالي المتبني مشروع انفصال جنوب الوطن عن شماله.

تفويض بالمقاومة
أطلق حلف قبائل حضرموت، برئاسة الشيخ عمرو بن حبريش، دعوة واضحة للمواجهة، تجسدت في لقاء قبلي موسع عُقد الخميس 27 نوفمبر في منطقة العليب بهضبة حضرموت.
البيان الصادر عن اللقاء دعا إلى:
• “المقاومة بكل الطرق والوسائل للدفاع عن حضرموت وثرواتها”
• التصدي لـ “القوى الوافدة من خارج المحافظة”
• منح تفويض كامل لقوات حماية حضرموت لـ”التحرك الفوري لردع أي قوة غازية”.
وأكد الحلف أن أي “تمركز أجنبي” سيُعتبر احتلالاً وسيُزال بالقوة.
كما أعلن الشيخ بن حبريش عن “تشكيل مقاومة حضرمية” تتولى حماية المحافظة، وطالب قوات النخبة الحضرمية بالانضمام لهذا التوجه.
يأتي هذا التصعيد رداً مباشراً على تحشيدات المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة العميد أبو علي الحضرمي، الذي دفع بتعزيزات عسكرية من عدن وأبين والضالع ولحج.
وقد هدد أبو علي الحضرمي بأنه لن يسمح “لبن حبريش بالتمدد في حضرموت”، بالتزامن مع دعوة الانتقالي لفعالية حاشدة في 30 نوفمبر، تاريخ جلاء آخر جندي بريطاني عام 1967.

صراع على النفط والسيادة المحلية
التوتر الحالي مرتبط بصراع نفوذ وثروة.
فحلف قبائل حضرموت، الذي تأسس عام 2013، يطالب بـ الحكم الذاتي للمحافظة الغنية بالنفط، والتي:
• تصدر 80% من صادرات النفط اليمني
• تمثل أكثر من ثلث مساحة البلاد
• تضم مناطق الهضبة التي تتواجد فيها منشآت النفط والغاز
الحلف يعتبر تحركات الانتقالي محاولة للسيطرة على “كامل حضرموت ومكامن النفط”، وطالب بحصة عادلة من الإيرادات.
وفي وسط الاحتقان، دعا الحلف السعودية للتدخل العاجل لمنع “المغامرة” قبل انفجار الموقف.

تحذيرات من الانزلاق
في المقابل، صدرت سلسلة تحذيرات من الانجرار إلى صراع داخلي.
• حذر فرج البحسني، عضو مجلس القيادة الرئاسي، من أن حضرموت تمر بمرحلة “هي الأخطر منذ عقود”.
• دعا إلى وقف التصعيد، مؤكداً أن أي استعراض للقوة سيقود إلى الفوضى.
• اعتبرت السلطات المحلية أن الدعوات المتزايدة للحشد تهدد السلم الأهلي ووحدة الصف.
وفي محاولة لامتصاص التوتر، أصدر رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي مرسوماً بتعيين سالم أحمد الخنبشي محافظاً جديداً لحضرموت، خلفاً لمبخوت بن ماضي.
حضرموت… إلى أين؟
يبقى السؤال مطروحاً:
هل ينجح التغيير الإداري في كبح التصعيد، أم أن حضرموت تتجه نحو انفجار وشيك في ظل استمرار التدافع العسكري؟



