
ضيف الله الطوالي – مراسلين
اليمن- في تطور دراماتيكي فرض معادلة عسكرية جديدة في الشرق اليمني، شهدت محافظة حضرموت، الأربعاء 3 ديسمبر 2025، تحولاً مفصلياً بانهيار آخر معاقل القوات الحكومية في وادي حضرموت لصالح «المجلس الانتقالي الجنوبي» الموالي للإمارات، مما فجّر مواجهات عنيفة مع «حلف قبائل حضرموت»، وسط تحركات سعودية متأخرة لاحتواء الموقف.
وبدأت فصول المعركة التي وصفها «الانتقالي» بـ«عملية تحرير وادي وصحراء حضرموت»، بعد فشل كافة المساعي السياسية لوقف التصعيد. وتحركت القوات التابعة للمجلس من عدة محاور؛ إذ تقدمت ألوية الدعم والإسناد وقوات قدمت من ساحل حضرموت نحو تخوم مدينة سيئون وتريم، بالتزامن مع توغل «قوات دفاع شبوة» بقيادة وجدي باعوم في محور دوعن. كما تحرك «لواء بارشيد» بعشرات المدرعات من أبين نحو منطقة الخشعة الاستراتيجية للسيطرة على حقول النفط وإسقاط «اللواء 135 مشاة».
وأكدت المصادر الميدانية أن قوات «الانتقالي» تمكنت بالفعل من اقتحام مدينة سيئون، عاصمة الوادي، وسيطرت على مبنى القصر الجمهوري، ومقر البنك المركزي، ومطار سيئون الدولي، بالإضافة إلى بوابة قيادة «المنطقة العسكرية الأولى». وجاء هذا التقدم السريع عقب انسحاب قوات «المنطقة العسكرية الأولى» من مواقعها وتراجعها، رغم بيانها السابق الذي عدّت فيه الاقتراب من معسكراتها «خطاً أحمر». وأفاد شهود عيان بوقوع أعمال نهب للممتلكات عقب الانسحاب الحكومي.
المواجهة مع القبائل
وعلى الرغم من الأنباء الأولية التي تحدثت عن مرور قوات الانتقالي قرب حقول النفط في «قطاع المسيلة» دون صدامات، إلا أن الموقف انفجر عسكرياً لاحقاً.
وأفادت مصادر عاجلة باندلاع اشتباكات عنيفة في منطقتي «حكمة» و«كوه» بين القوات المهاجمة القادمة من الضالع ويافع، وبين «قوات حماية حضرموت» التابعة لحلف القبائل.
وظهر رئيس الحلف، الشيخ عمرو بن حبريش العليي، في الصفوف الأولى للمواجهات، موجهاً نداءً عاجلاً لكافة قبائل وأبناء حضرموت لإعلان «النكف القبلي» والالتحاق بالمقاومة في الهضبة، معلناً إياها «ثورة حتى النصر» ومطالباً «النخبة الحضرمية» بمساندة أبناء الأرض، في مؤشر على دخول المحافظة في أتون حرب أهلية واسعة.
الدور السعودي
سياسياً، بدت المملكة العربية السعودية في موقف الملتبس؛ فبينما دفعت بضباط إلى سيئون قبل أيام، اكتفت ميدانياً بدعم «قوات درع الوطن» المتمركزة على الخط الصحراوي، مما اعتبره مراقبون تخلياً عن حلف القبائل الذي وجد نفسه وحيداً في المعركة. ومع تصاعد حدة القتال وسقوط سيئون، كشفت مصادر مطلعة عن تحرك وفد أمني وعسكري سعودي رفيع المستوى بشكل عاجل إلى المحافظة، في محاولة لتهدئة الأوضاع ومنع الانزلاق نحو فوضى شاملة تهدد المحافظة التي تستحوذ على 70% من نفط اليمن.
ويُنظر إلى سقوط سيئون بيد «الانتقالي» كخطوة حاسمة نحو تنفيذ مخطط الانفصال وفرض «دولة الجنوب» كأمر واقع، بعد إنهاء آخر وجود عسكري ملموس للحكومة المعترف بها دولياً في الهضبة النفطية.




