أخبار

بعد مقتل 32 شخصاً على يد الانتقالي الجنوبي: وفد سعودي–إماراتي في اليمن لتهدئة الوضع

أمل صالح- مراسلين

وصل إلى العاصمة المؤقتة عدن، أمس الجمعة، وفد عسكري مشترك من السعودية والإمارات، في مهمة عاجلة تهدف إلى وقف النزاع الذي أشعلته قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة إماراتياً، في محاولة لبسط سيطرتها على محافظتي حضرموت والمهرة، ما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا.

وستتناول المناقشات التي يجريها الوفد السعودي–الإماراتي في عدن آلية تصحيح الإجراءات الأحادية التي اتخذها المجلس الانتقالي الجنوبي مؤخراً، برئاسة عضو مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي، مع التركيز على انسحاب قوات الانتقالي من محافظتي حضرموت والمهرة وعودتها إلى مواقعها السابقة، بإشراف من قوات التحالف العربي الداعم للشرعية بقيادة السعودية.

ضحايا

وبحسب بيان لهيئة الأركان العامة التابعة للحكومة المعترف بها دولياً، فقد قُتل ما لا يقل عن 32 عسكرياً من ضباط وأفراد القوات في المنطقة، وأُصيب 45 آخرون، في هجمات شنتها جماعات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة حضرموت شرق البلاد، ولا يزال عدد من الضباط والأفراد في عداد المفقودين.

وأكدت الهيئة أن جماعات مسلحة تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي قامت بتصفية عدد من الجرحى وإعدام محتجزين، في انتهاك صارخ لكافة القوانين المحلية والدولية.

وفي السياق ذاته، اتهم المركز الأمريكي للعدالة قوات المجلس الانتقالي بارتكاب انتهاكات جسيمة خلال سيطرتها على وادي حضرموت، شملت نهب المقرات الحكومية والمحال التجارية والمنازل، واستهداف المدنيين على أساس الهوية الجغرافية، ما أدى إلى مقتل نحو 100 شخص وإثارة خطاب الكراهية، في مخالفات جسيمة للقانون الدولي.

وتأتي هذه التحركات عقب التصعيد الأخير للمجلس الانتقالي الذي يسعى إلى الانفصال، في وقت كانت الرياض قد أعلنت، عبر تحركاتها لاحتواء الأزمة، رفضها لأي خطوات من شأنها خلق مناخ من عدم الثقة أو تعميق الانقسام داخل مؤسسات الشرعية اليمنية.

وكان المجلس أعلن في الرابع من ديسمبر/كانون الأول، أن قوات موالية له فرضت سيطرتها على مواقع تابعة لشركات نفطية في منطقة المسيلة بمحافظة حضرموت، ونشرت قواتها لتشمل الحقول النفطية ومحيط المنشآت وطرق الإمداد، عقب انسحاب حلف قبائل حضرموت.

من جانبه، دعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، رشاد العليمي- الذي غادر عدن إلى الرياض عقب الأحداث-القوى السياسية والقبلية والاجتماعية في محافظتي حضرموت والمهرة إلى توحيد الصف خلف جهود الدولة والسلطات المحلية، بهدف احتواء تداعيات التصعيد الأمني والعسكري.

وأشاد العليمي بالدور السعودي في إنهاء التوتر، محذراً من انعكاسات هذه التطورات على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، التي بدأت مؤشراتها بالظهور، مع إعلان صندوق النقد الدولي تعليق أنشطته الحيوية في اليمن بسبب تفاقم الأزمة.

من هو المجلس الانتقالي؟

تأسس المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة عيدروس الزبيدي عام 2017 في عدن، وكان الزبيدي يشغل منصب محافظ المدينة قبل أن يقيله الرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي.

ويرتبط اسم الزبيدي بالحراك الجنوبي، وهو حراك انفصالي تأسس عام 2007، ويتبنى فكرة انفصال جنوب اليمن، وهي فكرة رفضتها حكومة هادي آنذاك.

ويشارك المجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة عيدروس الزبيدي، في مجلس القيادة الرئاسي والحكومة برئاسة رشاد العليمي.

وقد ارتفع سقف طموحات المجلس الانتقالي مع سيطرته على العاصمة عدن بدعم إماراتي، ما دفعه لمحاولة التوسع نحو المحافظات الشرقية تحت ذريعة “تحريرها”، في عملية عسكرية أطلق عليها اسم “المستقبل الواعد” مطلع الشهر الجاري.

وقال المجلس في بيان إن أهداف العملية تتمثل في:
“استعادة السيادة، وتطهير مدن ومناطق وادي وصحراء حضرموت من الجماعات الإرهابية والعناصر الإخوانية، وقطع خطوط تهريب السلاح الإيراني إلى جماعة الحوثي”.حسب البيان.

إلا أن المجلس وجد نفسه في مواجهة شرسة مع الجيش التابع للحكومة المعترف بها دولياً، وقبائل حلف حضرموت بقيادة عمرو بن حبريش، الذي أعلن أن الحلف “لن يقبل بفرض أي قوة عسكرية على الأرض أو السيطرة على المنشآت النفطية” في المحافظة، التي تسعى إلى الحكم الذاتي.

ويواصل المجلس الانتقالي، بقيادة عيدروس الزبيدي، تحركاته الانفصالية عبر اعتصامات مستمرة في عدن، مطالباً بالاستقلال والعودة إلى ما قبل إعلان الوحدة عام 1990، تحت اسم “جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews