ريتا الأبيض – مراسلين
مع إعلان الجيش الإسرائيلي رسميًا اغتيال رائد سعد، لا تتجه الأنظار فقط إلى هوية القائد الذي قُتل، بل إلى الفراغ الذي قد يخلّفه غيابه داخل البنية العسكرية لحركة حماس، باعتباره أحد القلائل الذين جمعوا بين القرار العملياتي، والتسليح، ومعرفة البنية التحتية السرّية للحركة.
وبخلاف عمليات الاغتيال التي تستهدف قادة ميدانيين، تصف مصادر أمنية إسرائيلية سعد بأنه كان جزءًا من “نواة القرار” داخل كتائب القسام، ويمثّل حلقة وصل بين القيادة العليا والوحدات التنفيذية، ما يمنح اغتياله بعدًا يتجاوز الضربة العسكرية المباشرة.
لماذا رائد سعد تحديدًا؟
بحسب تقديرات إسرائيلية، لم يكن سعد مجرد مسؤول عمليات، بل شخصية تشرف على ترجمة القرارات الاستراتيجية إلى خطوات ميدانية، إلى جانب إشرافه على خطوط إنتاج الصواريخ وقذائف الهاون والصواريخ المضادة للدروع.
كما تشير هذه التقديرات إلى أن الرجل امتلك معرفة تفصيلية بشبكة الأنفاق ومسارات التحرك والاتصال، وهي معرفة لا تتوفر إلا لعدد محدود جدًا من قادة الجناح العسكري.
قرار بلا تنسيق سياسي
ومن اللافت في سياق العملية، ما كشفته القناة 12 العبرية عن أن إسرائيل لم تُبلغ الإدارة الأميركية مسبقًا بالاغتيال، واكتفت بإخطار واشنطن بعد التنفيذ، في خطوة تعكس أن القرار اتُّخذ ضمن الإطار الأمني الضيق، بعيدًا عن الحسابات الدبلوماسية التقليدية.
هدف قديم… ونهاية مؤجلة
وكان رائد سعد قد نجا سابقًا من محاولات اغتيال متكررة، كان آخرها في يونيو/حزيران 2024، فيما وضعت إسرائيل اسمه علنًا على رأس قائمة المطلوبين، ورصدت مكافأة مالية وصلت إلى 800 ألف دولار مقابل معلومات تقود إليه.
ويشير مراقبون إلى أن الإعلان الرسمي عن اغتياله اليوم يُغلق فصلًا طويلًا من الملاحقة، لكنه يفتح في المقابل مرحلة اختبار داخل قيادة القسام، تتعلق بقدرة الحركة على تعويض شخصية كانت تمتلك هذا القدر من التداخل بين الملفات الحساسة.
ما الذي يتغيّر الآن؟
حتى اللحظة، لم يصدر تعليق رسمي من حركة حماس حول الاغتيال، في وقت يُتوقع أن تنعكس العملية على آليات العمل الداخلي للجناح العسكري، سواء على مستوى القيادة أو توزيع الصلاحيات، خصوصًا في ظل استهداف متواصل للصف القيادي.
