أخبار

‏الفلول تتربص بالأمن العام.. استهدافات ميدانية ومخططات سياسية في سوريا


‏شريف فارس – مراسلين

‏في حادثة جديدة أعادت إلى الواجهة ملف الفلول والخلايا النائمة، تعرضت دورية لأمن الطرق بمدينة معرة النعمان جنوب إدلب لإطلاق نار مباشر قرب الجسر الجنوبي، ما أسفر عن سقوط ثلاثة شهداء وعدد من المصابين. هذا الاستهداف ليس معزولًا، بل يأتي ضمن سلسلة من العمليات التي تستهدف الأمن العام في مناطق متفرقة.

‏خلال الأسابيع الماضية، كثفت السلطات حملاتها الأمنية في إدلب وحماة وحمص، مركزة على ملاحقة فلول المجموعات المسلحة عبر مداهمات واعتقالات وضبط أسلحة ومتفجرات. الهدف المعلن هو تفكيك البنية المتبقية لهذه الخلايا ومنعها من إعادة تنظيم صفوفها أو تهديد الاستقرار الداخلي. غير أن استمرار وقوع هجمات متفرقة يوضح أن هذه الفلول ما زالت قادرة على التحرك، وأنها تسعى إلى خلق حالة من الفوضى الأمنية، بما يفتح المجال أمام استغلال سياسي وإعلامي من أطراف داخلية وخارجية.

في هذا السياق، برز مجددًا اسم العميد المنشق مناف طلاس، الذي عاد إلى الواجهة عبر تصريحات ومحاضرات في الخارج، ما أثار جدلًا واسعًا حول إمكانية طرحه كبديل سياسي في ظل تصاعد الهجمات الأمنية. التزامن بين نشاط الفلول وظهور طلاس أعطى انطباعًا لدى بعض المراقبين بأن هناك محاولات لاستثمار الفوضى الأمنية في إعادة تشكيل المشهد السياسي السوري، عبر طرح شخصيات جديدة أو بدائل للنظام القائم.

المشهد العام يتسم إذن بتداخل أمني وسياسي؛ فالهجمات على الأمن العام ليست مجرد أحداث عابرة، بل تأتي ضمن سياق أوسع من نشاط فلول المجموعات المسلحة وحملات أمنية متواصلة، بالتوازي مع تحركات سياسية مثيرة للجدل. هذا التداخل يعكس أن أي خلل أمني يُترجم مباشرة إلى محاولات لإعادة صياغة المشهد السياسي، في ظل صراع مفتوح على مستقبل سوريا، حيث الأمن والسياسة باتا وجهين لأزمة واحدة تتغذى من الفوضى وتعيد إنتاجها باستمرار.


‏إن قراءة هذه الأحداث في إطارها الأوسع تكشف أن سوريا تقف أمام تحديات مزدوجة؛ فمن جهة هناك فلول وخلايا نائمة تسعى إلى زعزعة الاستقرار عبر استهداف الأمن العام، ومن جهة أخرى هناك محاولات سياسية لإعادة طرح بدائل . وبين هذين البعدين، يبقى المشهد السوري مرشحًا لمزيد من التعقيد، حيث تتداخل الحسابات الأمنية مع الطموحات السياسية، في معركة مفتوحة على هوية ومستقبل الدولة.

Amjad Abuarafeh

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews