نسمه العبدالله – مراسلين
شهدت مناطق متفرقة من الضفة الغربية والقدس المحتلة، اليوم الثلاثاء، تصعيدًا ميدانيًا واسعًا من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، تخللته اقتحامات واعتقالات وإصابات، إلى جانب هدم منشآت ومنازل.
ففي قرية كيسان شرق بيت لحم، تسبّب مستوطنون في نفوق خمسة رؤوس من الأغنام بعد رشّهم مبيدات سامة على أراضي المواطنين في الجهة الشمالية من القرية، ما أدى إلى تسمم المواشي أثناء رعيها. وأفاد مصدر محلي بأن الأغنام تعود ملكيتها للمواطن حسن يوسف عبيات، وقد جرى الكشف الميداني على الحادثة. وفي السياق ذاته، اقتحم مستعمرون القرية بحماية قوات الاحتلال، واعتُقل المواطن إبراهيم أحمد تعامرة (55 عامًا) عقب اعتداءات طالت الأهالي، فيما أطلق المستعمرون أغنامهم في أراضي المواطنين.
وفي القدس المحتلة، واصلت قوات الاحتلال عدوانها على مخيم قلنديا وبلدة كفر عقب شمال القدس منذ ساعات ظهر اليوم، حيث أسفر الاقتحام الواسع عن إصابة ثلاثة مواطنين، أحدهم بالرصاص الحي في الفخذ، وآخر بشظايا الرصاص، إضافة إلى إصابة نتيجة الاعتداء بالضرب، وفق ما أفادت به جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني. كما سُجلت عشرات حالات الاختناق جراء إطلاق قنابل الغاز السام والصوت، إلى جانب اعتقال عدد من المواطنين.
وأفادت محافظة القدس بأن قوات الاحتلال داهمت عشرات المنازل والمحلات التجارية، واعتلت أسطح بنايات سكنية، وأجبرت مواطنين على إخلاء ثلاث شقق في محيط المخيم، حُوّلت إحداها إلى ثكنة عسكرية. كما استولت القوات على بضائع من محلات تجارية بحجة عدم الترخيص، شملت ملابس ومواد غذائية وسجائر، إضافة إلى مصادرة محتويات مشتل زراعي، والاعتداء على طواقم الإسعاف والصحفيين، وإطلاق قنابل الصوت باتجاه طلبة المدارس.
وفي تطور لاحق، شرعت قوات الاحتلال بعمليات هدم وإزالة لوحات إعلانية على الشارع الرئيسي الممتد من حاجز قلنديا العسكري إلى كفر عقب شمال القدس، واعتدت على مركبات المواطنين، كما هدمت محلًا لبيع الطيور يعود للمواطن إياد فيالة، ودمّرت نصب الشهيد محمود عواد. وأغلقت قوات الاحتلال حاجز قلنديا، ما أدى إلى احتجاز مئات المواطنين.
وفي مسافر يطا جنوب الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال المواطن خالد أحمد الحمامدة، عقب هجوم نفّذه مستعمرون على منزل عائلته في منطقة فاتح سدرة، واعتدائهم على الأهالي ونشطاء أجانب، بحماية من قوات الاحتلال. كما منع المستعمرون المزارعين من حراثة أراضيهم في منطقة واد اجحيش.
وفي سياق الاعتقالات، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب أحمد وليد إدريس شويكي من حي الثوري جنوب المسجد الأقصى، بعد مداهمة منزل عائلته. كما اعتقلت عشرات المواطنين في محافظات الخليل وقلقيلية وطولكرم، عقب مداهمة منازلهم والعبث بمحتوياتها، ونصبت حواجز عسكرية وأغلقت طرقًا رئيسية وفرعية.
وفي بلدة الرام شمال القدس، استُشهد الشاب يوسف عمر عقل (33 عامًا) من بلدة بديا غرب سلفيت، متأثرًا بإصابته برصاص الاحتلال قبل أسبوع أثناء محاولته الوصول إلى مكان عمله داخل أراضي عام 1948، حيث كان يرقد في العناية المكثفة بمجمع فلسطين الطبي في رام الله.
وفي المسجد الأقصى المبارك، اقتحم 271 مستعمرًا باحات المسجد من جهة باب المغاربة، بحماية قوات الاحتلال، وأدّوا طقوسًا تلمودية وجولات استفزازية.
كما أخطرت قوات الاحتلال عائلة الشهيد وليد صبارنة في بلدة بيت أمر شمال الخليل بهدم منزلها خلال 72 ساعة، في استمرار لسياسة العقوبات الجماعية بحق عائلات الشهداء.
ويأتي هذا التصعيد في إطار سياسة متواصلة تستهدف المواطنين وممتلكاتهم، وسط تحذيرات من تفاقم الأوضاع الميدانية في الضفة الغربية والقدس المحتلة.
