بعد الرياض والقاهرة.. أنقرة تنخرط في جهود “تثبيت السيادة” ووقف نزيف الدم بالسودان
مصعب محمد- مراسلين
أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس مجلس السيادة الإنتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان ،اليوم الخميس، في المجمع الرئاسي بالعاصمة التركية أنقرة مباحثات مشتركة تناولت الجهود الدولية الرامية لوقف الحرب في السودان والتطورات الإقليمية في القرن الإفريقي وعدد من الملفات الثنائية المتعلقة بتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين.
وحسب بيان صادر عن الرئاسة التركية، أشار الرئيس ألتركي إلى أن التعاون سيتعزّز بين تركيا والسودان في العديد من المجالات، من التجارة والزراعة إلى الصناعات الدفاعية والتعدين نقلا عن “فرانس برس”.
وأكدت المباحثات على موقف تركيا “الثابت الداعم لوحدة وسيادة السودان وسلامة أراضيه”.
كما تطرقو في اللقاء ” لاستعداد تركيا لتقديم كل ما من شأنه مساعدة السودانيين في مواجهة الظروف الإنسانية الحالية، وذلك من خلال المساعدات التي تقدمها وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا) في مجال العون الإنساني”.
وتمّ التأكيد على ضرورة وقف الجرائم التي ترتكب ضد الشعب السوداني ومحاسبة المسؤولين عنها.
وأشار أردوغان إلى أن” الصراع الدائر في السودان قد أدى إلى واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، لا سيما في منطقة الفاشر، حيث تُرتكب أعمال ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية، وأنه لا بد من اتخاذ خطوات جادة وحاسمة لمنع تكرارها”.
وأعرب البرهان عن شكره وتقديره لتركيا على مواقفها الداعمة للسودان في المحافل الإقليمية والدولية مؤكدا عمق العلاقات السودانية التركية.
ويرافق رئيس مجلس السيادة السوداني في زيارته لتركيا، وكيل وزارة الخارجية السفير معاوية عثمان خالد، ومدير جهاز المخابرات العامة أحمد إبراهيم مفضل، ومدير عام منظومة الصناعات الدفاعية ميرغني إدريس.
وتأتي زيارة البرهان للعاصمة التركية أنقرة في خضم نشاط دبلوماسي إقليمي ملحوظ بالشأن السوداني، إذ تلت زيارة البرهان للرياض ولقاءه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ومباحثاته اللاحقة في القاهرة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وتعكس هذه التحركات المتسارعة محورية الدورين السعودي والمصري في دفع مسارات التهدئة، وتنسيق الجهود الإقليمية الرامية لوقف الحرب وإرساء دعائم السلام في السودان .
ويشهد السودان حرباً دامية منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أدت لأكبر أزمة إنسانية وأكبر أزمة نزوح في العالم، أسفرت حتى الآن عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 12 مليون شخص، بحسب الأمم المتحدة.
