صحيفة إيرانية تحذّر من تصاعد نفوذ طالبان بعد اغتيال جنرال أفغاني في طهران

علي زم – مراسلين
طهران- قالت صحيفة جمهوري إسلامي الإيرانية إن اغتيال الجنرال الأفغاني إكرام الله سريع يثير القلق من تزايد نفوذ طالبان وتهديد أمن اللاجئين في إيران.
واعتبرت صحيفة «جمهوري إسلامي» أن اغتيال الجنرال إكرام الله سريع، أحد الشخصيات المؤثرة في مرحلة الجمهورية الأفغانية، والذي لجأ إلى إيران بعد سيطرة طالبان على أفغانستان وكان يعيش في طهران يثير التأمل من زاويتين، وكتبت: الزاوية الأولى أن الإرهابيين المرتزقة التابعين لقوى أجنبية جعلوا طهران أيضاً غير آمنة، والثانية أن حتى اللاجئين لم يعودوا يتمتعون بالأمن داخل إيران.
وفي افتتاحيتها اليوم السبت، التي ترجمه موقع ميدل ايست نيوز ونقلتها مراسلين، تناولت الصحيفة المحافظة حادثة اغتيال الجنرال الأفغاني إكرام الله سريع، القائد السابق للشرطة الأفغانية والمعارض لطالبان، في طهران، محذّرة من تزايد نفوذ طالبان وتصاعد التهديدات التي تطال اللاجئين الأفغان في إيران.
وأضافت: «نسبت الجماعات المعارضة لطالبان في أفغانستان اغتيال الجنرال سريع إلى حكومة أمر الواقع طالبان. والنقطة اللافتة أن أحد اللاجئين الأفغان اغتيل قبل ثلاثة أشهر أيضاً في مدينة مشهد. كان هذا الشخص من المقربين لإسماعيل خان، الوالي السابق لولاية هرات، الذي يقيم هو نفسه حالياً في مشهد ويُعد من الأهداف الرئيسية لمؤامرات طالبان».
وتابعت صحيفة جمهوري إسلامي: «كان العميد إكرام الله سريع خلال مرحلة الجمهورية قائداً لشرطة ولاية بغلان، ثم قائداً لشرطة ولاية تخار. وكان من معارضي سيطرة طالبان على أفغانستان، وكانت جبهة المقاومة في هذا البلد تعتبره من العناصر المؤثرة في دفع الأهداف المناهضة لطالبان. في يوم 24 ديسمبر، وأثناء خروجه من مكتبه في أحد شوارع طهران، بينما كان يرافقه عدد من الأشخاص، تعرّض لإطلاق نار من قبل مجهولين، ونُقل إلى المستشفى حيث توفي متأثراً بجراحه. كما قُتل أحد مرافقيه وأُصيب شخص آخر بجروح. ورغم أنه لم تعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن عملية الاغتيال، فإن طالبان لم تنفِ الاتهامات الموجّهة إليها».
وأكدت الصحيفة: «إن ما يجب استخلاصه من عمليات الاغتيال في طهران ومشهد، التي كان ضحاياها من معارضي طالبان، هو أن الأجهزة الاستخباراتية والأمنية في إيران تواجه حالياً مؤامرة معقّدة، ويتعيّن عليها كشفها والتغلّب عليها بأي ثمن. من غير المقبول إطلاقاً بالنسبة لإيران أن يلجأ تنظيم يدّعي إقامة علاقات حسنة مع حكومتها إلى الاغتيالات لقمع معارضيه على أراضيها».
وأشارت صحيفة «جمهوري إسلامي» إلى أخطاء إيران في التعامل مع طالبان، وذكرت منها:
1- «محاولة تبييض صورة طالبان بعد سيطرتها على كابول في أغسطس 2021»،
2- «تسليم سفارة وقنصليات أفغانستان إلى طالبان»،
3- «تقديم امتيازات اقتصادية وتسهيلات في التنقل للمواطنين الأفغان»،
4- «إخفاء أخبار الاغتيالات والأنشطة التسللية لطالبان»،
5- «التساهل مع الداعمين في الداخل لطالبان، ولا سيما في ملف ترحيل المقيمين غير الشرعيين وإعادة فتح الحدود».
وختمت الصحيفة بالقول: «طالبان جماعة إرهابية لا يمكن الوثوق بوعودها ولا يمكن الشعور بالأمان من مؤامراتها. وعلى إيران أن تصحّح هذه الأخطاء بسرعة وأن تقطع نفوذ الداعمين الداخليين لطالبان. بهذين الإجراءين فقط يمكن منع استمرار مؤامرات طالبان داخل إيران».



