تقارير و تحقيقات

الفاشر: رمز الصمود السوداني في وجه الطغيان

ممدوح ساتي – خاص مراسلين

قلب المقاومة السودانية النابض بالبطوله

في قلب دارفور المحترقة، حيث تتصادف رائحة البارود مع أنين الجرحى، تقف الفاشر شامخة كآخر معاقل الكرامة السودانية.
هذه المدينة العريقة التي كانت يوماً عاصمة لسلطنة دارفور، تتحول اليوم إلى رمز أسطوري للصمود في وجه أعنف هجمة عسكرية عرفها السودان الحديث.

معركة الوجود والكرامة

لم تكن المعركة في الفاشر مجرد قتال عسكري عادي، بل تحولت إلى “معركة وجود وكرامة” كما يصفها المدافعون عنها. انضم الآلاف من المدنيين إلى القتال بعد تدريبات مكثفة، معلنين رفضهم الاستسلام لقوات الظلام والمرتزقه.
يقول أحد المقاتلين: “أنا ضد الحرب، ولكن عندما تحاول قوات الدعم السريع الاستيلاء على أرضنا وقتل أبناء شعبنا، فلن أظل مكتوف الأيدي”.

جحيم يومي يعيشه المحاصرون

تحولت الحياة في الفاشر إلى كابوس لا يطاق لأكثر من 300 ألف شخص محاصرين داخل المدينة.
منذ أشهر والمدينة تعيش تحت حصار خانق منعت فيه الغذاء والدواء، وانقطعت فيه كل سبل الحياة. المستشفى الوحيد العامل في المدينة يستقبل يومياً مئات الإصابات دون أدوية أو معدات طبية كافية.

أصبحت الثياب بديلاً عن الشاش والأدوات الطبيه ، وتحولت الأكياس البلاستيكية إلى أكفان بديلة بسبب انعدام القماش.

أبطال يسطرون التاريخ بدمائهم

في مواجهة هذه الظروف القاسية، برز صمود أسطوري من قبل سكان الفاشر والمقاومين.
أكثر من 220 هجوماً على المدينة، ويستمر التصدي لمحاولات الدعم السريع للاستيلاء على الفاشر ، الجيش السوداني بالفرقة السادسة، والقوات المشتركة والمقاومة الشعبية المسانده تقاتل بضراوة لحماية المدينة.

مجزرة تهز ضمير الإنسانية

استمرارا لجرائم الدعم السريع ، ارتكب جريمة مروعة تهز ضمير الإنسانية. حيث استهدفت طائرة مسيرة مسجداً أثناء أداء المصلين صلاة الفجر، مما أسفر عن مقتل العشرات.. صمود الفاشر أفشل مشاريع الغزو والهيمنه على السودان وموارده.

وراء هذا الإصرار على اجتياح الفاشر أسباب عدة تجعل منها “الجائزة الكبرى” للقوات المعتدية. فهي المدخل الرئيسي لقوافل المساعدات إلى دارفور، وكانت عاصمة تاريخية للمنطقة، والسيطرة عليها يمكن من تنفيذ مشاريع تغيير ديمغرافي خارجية معاديه للسودان.

الجوع والمرض واقع الفاشر الحالي

تحت حصار الدعم السريع الخانق، يعيش سكان الفاشر مأساة إنسانية من جوع قاتل حيث انعدمت المواد الغذائية بشكل شبه كامل، أمراض فتاكة واصابات تنتشر دون أدوية ومستلزمات طبية لعلاج المصابين، موت يومي بسبب القصف أو المرض أو الجوع.

مدينة تستغيث

الفاشر ، تختزل مأساة سودان بأكمله.
مدينة تقف شامخة في وجه طغيان ميليشيا ومرتزقة الدعم السريع، تدافع عن كرامة أمة وتدفع ثمن صمودها دماء أبنائها وجوع أطفالها ومرض شيوخها.
لكن تبقى العزيمه والصبر والشجاعه لدى أبناء الفاشر منارة للأمل في قلب كل السودانيين.

فالفاشر أصبحت رمز للكرامة السودانية، وشعلة في ظلام الباطل، ودرس للأجيال القادمة بأن بعض القيم لا يمكن التنازل عنها وهي تستحق أن نقاوم او نموت من أجلها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews