ارتفاع حصيلة ضحايا الألغام في سوريا إلى أكثر من 600 شخص منذ ديسمبر 2024
تقرير : شريف فارس- مراسلين
دمشق، 26 سبتمبر 2025 – أكدت منظمات حقوقية ودفاع مدني أن الألغام الأرضية ومخلفات الحرب في سوريا تواصل حصد أرواح المدنيين، حيث أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 600 شخص منذ ديسمبر 2024.
وفقًا لتقرير “هيومن رايتس ووتش”، فقد تسببت الألغام والمتفجرات في مقتل 249 شخصًا على الأقل، بينهم 60 طفلًا، وإصابة 379 آخرين منذ 8 ديسمبر 2024. وتُعزى الزيادة في الحوادث إلى عودة النازحين إلى مناطقهم الملوثة بالألغام، وسط غياب التوعية وخرائط الألغام.
من جهتها، وثقت فرق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) 62 حادثة انفجار لمخلفات الحرب بين نوفمبر 2024 ومارس 2025، أسفرت عن مقتل 46 شخصًا، بينهم 7 أطفال، وإصابة 74 آخرين، بينهم 13 طفلًا.
جهود فرق الهندسة العسكرية السورية في 2025
تواصل فرق الهندسة العسكرية التابعة لوزارة الدفاع السورية منذ بداية 2025 إزالة الألغام والذخائر غير المنفجرة في مختلف مناطق البلاد، إذ تمكّنت حتى الآن من:
إزالة أكثر من 5,000 لغم في محافظة دير الزور، مع إتلاف غالبية الألغام الفردية شديدة الخطورة.
تنفيذ عمليات تطهير في أحياء الصناعة والمطار القديم في دير الزور لتأمين المنطقة وإعادة السكان بأمان.
استمرار حملة وطنية لإزالة الألغام منذ ثمانية أشهر تشمل معظم المناطق السورية، رغم التحديات الكبيرة المرتبطة بوجود الألغام في الأراضي الزراعية وتحت الأنقاض.
المناطق الأكثر تضررًا
تركزت معظم الحوادث في محافظات إدلب، حلب، دير الزور، وحماة، حيث تشكل الألغام تهديدًا مباشرًا لحياة المدنيين، خاصة الأطفال، وسط غياب التوعية وخرائط الألغام التي تحد من مخاطر الانفجارات.
الدعوات والمستقبل
دعت منظمات حقوق الإنسان مثل “هيومن رايتس ووتش” الحكومة السورية إلى العمل مع الجهات المانحة الدولية لوضع هياكل وسياسات وإجراءات عاجلة لمسح وإزالة الألغام، وتأمين مخزونات الأسلحة المتروكة. كما تسعى السلطات السورية إلى إنشاء مركز وطني متخصص في إزالة الألغام ومنظومة وطنية للاستجابة الطارئة، بهدف تعزيز الجهود المبذولة وضمان عودة المدنيين إلى مناطقهم بأمان.
تستمر فرق الدفاع المدني والهندسة العسكرية في تنفيذ عمليات إزالة الألغام وتوعية المدنيين بمخاطرها، إلا أن حجم المخلفات وانتشارها في المناطق المأهولة يجعل من استمرار الدعم الدولي والتعاون المحلي أمرًا ضروريًا لضمان سلامة السكان.
