تقارير و تحقيقات

ميليشيا الدعم السريع بالسودان حصلت على أنظمة دفاع جوي متطورة

ممدوح ساتي – مراسلين

في تطور خطير، كشفت تقارير استخباراتية غربية وصحف دولية مرموقة، أبرزها واشنطن بوست و Military Africa ، عن أدلة قاطعة تؤكد تزويد دولة الإمارات العربية المتحدة لمليشيا “قوات الدعم السريع” في السودان بمنظومات دفاع جوي صينية الصنع من طراز FK-2000، عبر مسارات جوية وبرية سرية انطلقت من الأراضي الإماراتية مروراً بتشاد وليبيا.

تفاصيل صادمة من مصادر متعددة

وفقاً لوثائق وتحقيقات، شحنت الإمارات نظام FK-2000 المتطور إلى قوات الدعم السريع منذ أواخر عام 2023، في عمليات تمويه عبر طائرات شحن عسكرية ومدنية، هبطت في مطارات غير خاضعة لرقابة الحكومة السودانية. وتشير المصادر إلى أن بعض المنظومات نُقلت من مخازن عسكرية إماراتية إلى تشاد، ومنها إلى غرب دارفور، حيث تنتشر قوات الدعم السريع.

نظام FK-2000 قادر على إسقاط الطائرات والمسيّرات على مسافة تصل إلى 10 كيلومترات، ويعد من الأنظمة الحديثة التي لم تُصدّر حتى الآن رسميًا إلا لعدد محدود من الدول. ظهرت إحدى هذه المنظومات في صور أقمار صناعية تم تحليلها في تقارير استخبارية، وأُكد وجودها في محيط مدينة الفاشر التي تشهد حصارًا خانقًا تفرضه مليشيا الدعم السريع منذ أكثر من عام.

خرق واضح للقانون الدولي

نقلاً عن تقرير “العفو الدولية” (Amnesty)، فإن تزويد ميليشيا غير نظامية بأنظمة دفاع جوي متطورة يمثل خرقاً مباشراً لقرارات مجلس الأمن الدولي ، التي تحظر تزويد أطراف النزاع في السودان بالسلاح. وقد دعت المنظمة لفتح تحقيق دولي فوري، ومحاسبة الدول المتورطة في توريد السلاح.

في السياق ذاته، طالب مسؤولون في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بتقديم توضيحات من الحكومة الإماراتية بشأن التقارير الواردة، خاصة بعد رصد استخدام هذه المنظومات ضد الطائرات السودانية خلال عمليات إسقاط الإمدادات على الفاشر مؤخراً.

ردود فعل غاضبة في السودان

مصادر عسكرية سودانية أكدت أن الطيران الحربي تأخر مرارًا في تنفيذ عمليات جوية بسبب الرصد الراداري وإطلاق مضادات أرضية متطورة من مواقع تابعة للدعم السريع، يُعتقد أنها مزوّدة بتكنولوجيا FK-2000. وأشار ضباط في الجيش السوداني إلى أن نجاح أول إسقاط جوي في الفاشر مؤخرًا جاء بعد قصف مباشر استهدف إحدى منصات الدفاع الجوي تلك، ما فتح ممراً جوياً مؤقتاً.

الاتهامات لم تعد ادعاءات سياسية، بل مدعومة بتحقيقات استخبارية، وصور أقمار صناعية، وتحليلات عسكرية تؤكد أن الإمارات لعبت دوراً محورياً في تمكين مليشيا الدعم السريع من امتلاك سلاح نوعي، ما غيّر قواعد الاشتباك في الحرب السودانية، وفتح بابًا واسعًا لتدخلات إقليمية يُتوقع أن تُشعل الجدل الدولي مجددًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews