بلديات في محيط روما تعلن تضامنها مع فلسطين وترفع علمها على مبانيها

سعيد محمد – مراسلين
روما- شهدت عدة بلديات في محيط العاصمة الإيطالية روما خلال الأسابيع الأخيرة مبادرات رمزية تعبر عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، من خلال رفع العلم الفلسطيني على مباني البلديات وإصدار قرارات تدعو للاعتراف بدولة فلسطين .وتأتي هذه الخطوات في إطار موجة تضامن مدني وشعبي متصاعدة في أنحاء إيطاليا وأوروبا.

بلدية باليانو (Paliano): مسيرة ورفع العلم الفلسطيني
كانت بلدية باليانو من أوائل البلديات التي اتخذت موقفاً واضحاً دعماً لفلسطين.
فقد، صادق مجلس البلدية بالإجماع على مذكرة رسمية تدعو للاعتراف بدولة فلسطين وبدء جهود سلام دولية عاجلة.
كما نظمت البلدية فعالية جماهيرية بعنوان “Paliano من أجل فلسطين الحرة”، شارك فيها عدد من سكان المدينة ومسؤوليها المحليين، حيث رُفع العلم الفلسطيني على واجهة مبنى البلدية في ساحة Marcantonio Colonna، في خطوة رمزية تهدف إلى التأكيد على موقف المدينة من العدوان على غزة.
رئيس البلدية قال في كلمة بالمناسبة إن “رفع العلم الفلسطيني هو تعبير عن التزامنا الأخلاقي والإنساني بالسلام والعدالة وحق الشعوب في الحرية”.

بلدية أرتينا (Artena): اعتراف رمزي بحضور السفيرة الفلسطينية
في بلدية أرتينا المجاورة، عقد المجلس البلدي مؤتمراً بعنوان “فلسطين – الحق في الحياة” في 9 أكتوبر الجاري، بحضور سفيرة دولة فلسطين في إيطاليا.
وخلال الجلسة، تبنّى المجلس قراراً يعترف رمزياً بفلسطين كدولة، في حين تم التأكيد على ضرورة إنهاء الاحتلال واحترام القانون الدولي وحقوق الإنسان.
وشهدت المناسبة رفع العلم الفلسطيني على مبنى البلدية، وسط حضور شعبي واسع وبيانات دعم من منظمات مدنية محلية.
واعتبر منظمو المؤتمر أن الخطوة تمثل “رسالة إنسانية وسياسية موجهة إلى الحكومة الإيطالية والاتحاد الأوروبي لاتخاذ موقف واضح تجاه ما يحدث في غزة”.

بلدية كوليفيرو (Colleferro):
أما بلدية كوليفيرو، فقد نشرت في موقعها الرسمي وثيقة رسمية دعت جميع الأطراف إلى احترام القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين.و موقفها أُدرج ضمن التحركات الرمزية التي اتخذتها عدة مدن في إقليم لاتسيو تضامناً مع الشعب الفلسطيني. بلدية لابيكو (Labico).
ناشطين محليين أشاروا على وسائل التواصل الاجتماعي إلى وجود مبادرة قيد الإعداد لدعم القضية الفلسطينية خلال الأسابيع المقبلة.
يُذكر أن المجالس البلدية في إيطاليا لا تملك صلاحية قانونية للاعتراف بالدول، إذ أن هذه الصلاحية تعود للحكومة والبرلمان الإيطاليين.
إلا أن هذه التحركات المحلية تحمل دلالات رمزية وسياسية قوية، وتعكس رغبة المجتمعات المحلية في التعبير عن مواقفها الأخلاقية والإنسانية تجاه الصراع في الشرق الأوسط.

وتأتي هذه الخطوات في سياق تصاعد التضامن الشعبي الأوروبي مع فلسطين، حيث شهدت مدن كبرى مثل ميلانو ونابولي وبولونيا مظاهرات وفعاليات ثقافية داعمة للحقوق الفلسطينية ومنددة بالعنف المستمر في غزة.
بهذه المبادرات، تُظهر بلديات محيط روما أن التضامن الإنساني لا يتطلب سلطة سياسية عليا، بل يمكن أن يبدأ من البلديات الصغيرة والمجتمعات المحلية التي تؤمن بالعدالة وحق الشعوب في تقرير مصيرها.
وبينما لا تحمل هذه القرارات طابعاً قانونياً دولياً، إلا أنها تُعد رسالة تضامن قوية تعبّر عن ضمير شعبي حيّ في مواجهة المأساة المستمرة في فلسطين.

