تقارير و تحقيقات

تايمز البريطانية: تنظيم داعش يُشكّل تهديدا عالمياً متزايداً

ريتا الأبيض – مراسلين

حذّرت صحيفة التايمز البريطانية في تقرير موسّع من تزايد خطر تنظيم داعش عالميًا، مشيرة إلى أن التنظيم يعيد ترتيب صفوفه وفق نموذج جديد يعتمد على فروع محلية وشبكات واسعة تنتشر في مناطق تعاني هشاشة أمنية وسياسية، ولا سيما في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل. ووفق الصحيفة، فإن هذا التحول يمنح التنظيم قدرة أكبر على التحرك بعيدًا عن النموذج المركزي الذي كان قائمًا خلال مرحلة تمدده في العراق وسوريا.

وذكرت الصحيفة أن تقارير استخباراتية تفيد بأن جبال وكهوف جنوب الصومال تحولت خلال الأشهر الماضية إلى مركز عملياتي فعلي لفرع جديد يقوده عبد القادر مؤمن، الذي يُعتقد أنه تمكن من تجميع نحو 1200 مقاتل، مستفيدًا من ضعف السلطات المحلية وصعوبة الوصول إلى تلك المناطق. وترى التايمز أن هذا الوجود ساعد التنظيم على بناء قاعدة أكثر ثباتًا، تُستخدم للتجنيد والتدريب وإدارة الهجمات.

وتضيف الصحيفة أن فرع التنظيم في الساحل يحقق انتشارًا لافتًا، بدليل أن أكثر من نصف الوفيات المرتبطة بالإرهاب العالمي خلال العام الماضي وقعت في هذه المنطقة وحدها، وهو مؤشر يعكس حجم الفراغ الأمني الذي تعانيه دول الساحل، وعدم قدرة حكوماتها على ضبط الحدود والمناطق الريفية النائية. وتشير الصحيفة إلى أن التنظيم طور في الفترة الأخيرة قدرات تقنية، من بينها تصنيع طائرات مسيّرة مفخخة مشابهة لتلك التي استُخدمت سابقًا في اليمن، الأمر الذي يعكس مستوى أعلى من التدريب والخبرة اللوجستية.

وترى التايمز أن الفقر المتزايد، وغياب الأمن الغذائي، وارتفاع معدلات البطالة، وتغير المناخ، إلى جانب النمو السكاني السريع، كلها عوامل تُعدّ بيئة خصبة لنشاط التنظيم وتوسعه. وتشير إلى أن أفرعه في إفريقيا باتت تستفيد من هذه الظروف لتثبيت نفوذها في مناطق تعاني أصلًا من توترات داخلية وصراعات قبلية، الأمر الذي أدى في بعض الحالات إلى زعزعة استقرار حكومات محلية وانهيار مؤسسات الأمن فيها.

ويُضاف إلى ذلك، بحسب الصحيفة، انشغال القوى الكبرى بالصراعات الدولية المفتوحة، ولا سيما في أوكرانيا وغزة، وهو ما أدى إلى تراجع الأولوية التي كانت تمنحها الولايات المتحدة وأوروبا لملفات مكافحة الإرهاب في إفريقيا. وترى الصحيفة أن هذا الانشغال خلق فراغًا تستغله التنظيمات المتطرفة لتعزيز قدراتها العسكرية، والتوسع في مناطق يصعب مراقبتها أو السيطرة عليها.

ويمتد تقرير الصحيفة إلى الإشارة لمناخ سياسي دولي متوتر، محذّرًا من أن سوء تقدير الأزمات الجيوسياسية من قبل بعض القادة يساهم في خلق بيئة عالمية مضطربة تزيد من احتمالات نشوء صدامات جديدة، الأمر الذي قد تستفيد منه التنظيمات المتشددة لتوسيع حضورها وإعادة بناء نفوذها بعد الخسائر التي مُنيت بها خلال السنوات الماضية.

وتؤكد التايمز أن العالم يقف أمام مرحلة مختلفة من التهديد الإرهابي، تعتمد على انتشار شبكات صغيرة متعددة، لا على مركز واحد، محذّرة من أن تجاهل هذه التحولات قد يفتح الباب أمام موجة جديدة من العنف، يصعب احتواؤها إذا لم تُعالج جذورها الاقتصادية والسياسية والأمنية.

Amjad Abuarafeh

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews